You are currently viewing الحمى عند الأطفال: متى يجب الشعور بالقلق؟
الحمى عند الأطفال: متى يجب القلق؟

الحمى عند الأطفال: متى يجب الشعور بالقلق؟

محتويات المقال

تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية، وأي ارتفاع فوق هذا الحد قد يكون مؤشرًا على استجابة الجسم لمقاومة العدوى أو الالتهابات. عند تعرض الجسم لمسببات مرضية، يقوم برفع حرارته كآلية دفاعية، حيث تموت بعض أنواع البكتيريا والفيروسات عند درجات حرارة مرتفعة. وعلى الرغم من أن الحمى تسبب الشعور بالإرهاق وعدم الراحة، فإنها ليست في الغالب سببًا يدعو للقلق، وتختفي تلقائيًا بعد عدة أيام.

عندما يشير ميزان الحرارة إلى ارتفاع درجة حرارة طفلك، قد ينتابك القلق فورًا. ولكن لا داعي للذعر! الحمى ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي إشارة إلى أن الجهاز المناعي يعمل بكفاءة لمقاومة مسببات العدوى.

الحمى من أكثر الأعراض التي تدفع الأهل إلى زيارة الطبيب، خاصة عندما تصيب الأطفال الصغار. يشعر الآباء بالقلق الشديد عند ملاحظة ارتفاع حرارة أطفالهم، وأحيانًا يسرعون إلى الطبيب قبل قياس درجة الحرارة فعليًا.

إذا كنت قلقًا بشأن حمى طفلك، فمن الأفضل ملاحظة أعراض أخرى مصاحبة مثل التعب الشديد، فقدان الشهية، أو صعوبة التنفس، واستشارة الطبيب في حال استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام أو ارتفاعها بشكل كبير.

ما هى الحمى ؟

الحمى هي ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي. تُعتبر درجة الحرارة الطبيعية للطفل حوالي 37 درجة مئوية، وتُعتبر الحمى موجودة إذا تجاوزت درجة الحرارة 38 درجة مئوية عند قياسها من الفم أو 38.5 درجة مئوية عند قياسها من الأذن.

دور الحمى في الجسم

  • الحمى ليست مرضًا، بل عرض يشير إلى أن الجسم يستجيب لمسببات العدوى مثل الفيروسات أو البكتيريا.
  • تُعتبر الحمى آلية دفاعية طبيعية، حيث تساعد في قتل مسببات المرض من خلال رفع درجة حرارة الجسم.

أسباب الحمى عند الأطفال

يُعد الأطفال الصغار وحديثو الولادة أكثر عرضة للإصابة بالحمى، نظرًا لعدم اكتمال نمو جهازهم المناعي، مما يجعلهم أكثر حساسية تجاه العدوى المختلفة. قد تحدث هذه العدوى قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها مباشرة، مما يجعل مراقبة درجة حرارة الطفل أمرًا ضروريًا للكشف عن أي مشكلة صحية محتملة.

الأسباب الشائعة لارتفاع درجة حرارة الأطفال

يمكن أن ترتفع درجة حرارة الطفل نتيجة عدة أسباب، من بينها:

1. الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية

تُعد العدوى من الأسباب الأكثر شيوعًا للحمى، حيث يمكن أن تسبب أمراضًا مثل:

  • التهابات الجهاز الهضمي التي تؤدي إلى الإسهال والقيء.
  • التهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
  • أمراض الأطفال الفيروسية، مثل الحصبة والجدري المائي، والتي تسبب ارتفاعًا حادًا في الحرارة.

2. التهابات الأذن والحنجرة

يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الوسطى والتهاب الحلق واللوزتين إلى ارتفاع في درجة الحرارة، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة.

3. نزلات البرد والإنفلونزا

تتسبب نزلات البرد والإنفلونزا في ارتفاع شديد في درجة الحرارة، يرافقه أعراض مثل السعال، العطس، وآلام الجسم.

4. مرض السحايا

يُعتبر التهاب السحايا من الأمراض الخطيرة التي تسبب ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة، إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.

5. التهابات الكلى والمسالك البولية

يمكن أن تسبب التهابات الجهاز البولي ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة، إلى جانب أعراض مثل الألم عند التبول أو تغير لون البول.

6. الأمراض المزمنة ومشاكل القلب

في بعض الحالات، قد يكون ارتفاع درجة الحرارة ناتجًا عن أمراض مزمنة مثل مشاكل القلب أو بعض أنواع السرطان.

7. الآثار الجانبية للأدوية

قد تؤدي بعض الأدوية إلى ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة كأحد الآثار الجانبية، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للطفل.

8. التطعيمات واللقاحات

في بعض الأحيان، قد ترتفع حرارة الطفل بعد تلقي التطعيم، وهو أمر طبيعي يدل على استجابة الجسم لتكوين المناعة ضد المرض المستهدف.

9. ارتداء الكثير من الملابس أو التغطية الزائدة

قد تؤدي الملابس الثقيلة أو التغطية الزائدة أثناء النوم إلى ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة، خاصة عند الرضع حديثي الولادة الذين لا يستطيعون تنظيم درجة حرارة أجسامهم بشكل جيد.

الحمى عند الأطفال: متى يجب القلق؟

أعراض الحمى عند الأطفال

عندما يُصاب الطفل بالحمى، يظهر عليه مجموعة من الأعراض التي تختلف حسب عمره وقدرته على التعبير عن شعوره. من المهم أن يكون الوالدان على دراية بهذه الأعراض لمراقبة حالة الطفل واتخاذ الإجراءات المناسبة عند الحاجة.

أعراض الحمى عند الرضع

يكون الأطفال الرضع أكثر تأثرًا بالحمى نظرًا لحساسيتهم العالية وعدم قدرتهم على التعبير عن شعورهم، وتشمل أعراض الحمى لديهم:

  • الانفعال أو الخمول: قد يصبح الطفل سريع الغضب والانفعال، أو على العكس، قد يبدو هادئًا بشكل غير طبيعي ويفقد نشاطه المعتاد.
  • ضعف الرضاعة: قد يواجه الرضيع صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، مما قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يحصل على التغذية الكافية.
  • البكاء الشديد: قد يصبح الطفل أكثر بكاءً من المعتاد، وقد يكون من الصعب تهدئته.
  • سرعة التنفس: يمكن ملاحظة أن الطفل يتنفس بسرعة أكبر من المعتاد، وهو مؤشر يجب الانتباه إليه.
  • ارتفاع حرارة الجسم: يصبح ملمس جسم الطفل دافئًا أو ساخنًا عند لمسه، خاصة في الجبهة أو البطن.
  • التشنجات الحرارية: في بعض الحالات، قد تؤدي الحمى إلى تشنجات، وهي حالة طبية تتطلب استشارة الطبيب فورًا.

أعراض الحمى عند الأطفال الأكبر سنًا

بالنسبة للأطفال الذين يمكنهم التحدث والتعبير عن مشاعرهم، تكون الأعراض أكثر وضوحًا، وتشمل:

  • الشعور بالدفء أو البرودة: قد يشتكي الطفل من أنه يشعر بحرارة زائدة أو على العكس، بالبرد الشديد رغم أن درجة حرارته مرتفعة.
  • آلام في الرأس: قد يعاني الطفل من صداع مستمر بسبب ارتفاع الحرارة.
  • آلام المفاصل والعضلات: يشعر الطفل بألم أو تعب في الجسم، وقد يواجه صعوبة في الحركة أو اللعب.
  • اضطرابات النوم: قد ينام الطفل لفترات أطول من المعتاد، أو على العكس، قد يواجه صعوبة في النوم بسبب عدم الشعور بالراحة.
  • فقدان الشهية: يلاحظ انخفاض رغبة الطفل في تناول الطعام، مما قد يؤثر على مستوى طاقته.

أعراض مصاحبة للحمى تستدعي القلق

  • ارتفاع شديد في الحرارة: درجة حرارة تفوق 40 درجة مئوية.
  • صعوبة في التنفس: أي علامات على ضيق التنفس أو التنفس السريع.
  • الخمول الشديد: إذا كان الطفل غير قادر على الاستيقاظ أو يبدو فاقدًا للطاقة تمامًا.
  • طفح جلدي: ظهور طفح جلدي غريب أو سريع الانتشار.
  • التشنجات الحرارية: الحمى المصحوبة بنوبات تشنجية.
  • ألم شديد: مثل ألم في الأذن، البطن، أو عند التبول.
  • رفض الطعام والشراب: إذا كان الطفل يعاني من جفاف أو يرفض الرضاعة أو السوائل.

متى يجب مراجعة الطبيب ؟

على الرغم من أن الحمى في معظم الحالات تكون استجابة طبيعية لمحاربة العدوى، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب التدخل الطبي الفوري. من الضروري أن يكون الأهل على دراية بهذه الحالات لحماية صحة أطفالهم ومنع أي مضاعفات محتملة.

الحالات التي تستدعي الذهاب إلى الطوارئ فورًا:

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر: الرضع في هذا العمر لديهم جهاز مناعي ضعيف، لذا فإن أي ارتفاع في الحرارة يجب أن يُقيَّم من قبل الطبيب فورًا.
  • استمرار الحمى لأكثر من 5 أيام: في حال عدم تحسن حالة الطفل بعد مرور هذه الفترة، فقد يكون هناك سبب خطير يحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
  • ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر: هذه الدرجة تُعتبر مرتفعة جدًا وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مما يستدعي التدخل الطبي العاجل.
  • عدم استجابة الطفل لمخفضات الحرارة: إذا لم تؤدِّ الأدوية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين إلى تخفيض درجة الحرارة بعد الجرعة المناسبة، فهذا قد يشير إلى وجود عدوى خطيرة.
  • الخمول الشديد وعدم القدرة على الحركة أو تناول السوائل: إذا بدا الطفل غير نشط بشكل مفرط، أو غير قادر على شرب السوائل، فهذا قد يكون علامة على الجفاف أو مشكلة طبية تستدعي العلاج الفوري.
  • قلة التبول لأكثر من 12 ساعة: قلة التبول من المؤشرات الخطيرة على حدوث الجفاف، خاصة إذا كانت الحفاضات جافة أو كانت كمية البول قليلة جدًا.
  • حدوث الحمى بعد التطعيم وارتفاع درجة الحرارة فوق 38.9 درجة مئوية: بعض اللقاحات قد تسبب ارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة، ولكن إذا تجاوزت الحرارة هذا الحد، فقد يكون هناك رد فعل غير طبيعي يستدعي التقييم الطبي.

متى يجب زيارة الطبيب؟

للرضع أقل من 3 أشهر:

  • يجب تقييمهم طبيًا فورًا عند الإصابة بالحمى، حتى لو لم تكن هناك أعراض أخرى.

للأطفال من 3 أشهر إلى 3 سنوات:

  • في حال ارتفاع الحرارة إلى 39 درجة مئوية أو أكثر بدون أعراض واضحة لعدوى الجهاز التنفسي العلوي (مثل العطس أو سيلان الأنف).
  • إذا استمرت الحمى لأكثر من 5 أيام، حتى لو لم تكن هناك أعراض مقلقة أخرى.

للأطفال فوق 3 سنوات:

  • إذا كانت لديهم حمى مستمرة لأكثر من 5 أيام، فيجب مراجعة الطبيب لتقييم الحالة.
  • في حال وجود أعراض شديدة مثل صعوبة التنفس، الطفح الجلدي غير المعتاد، أو القيء المستمر، فمن الأفضل زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

طرق قياس درجة الحرارة

1. القياس من الفم

  • مناسب للأطفال فوق عمر 4 سنوات.
  • يُعطي قراءة دقيقة، خاصة عند اتباع التعليمات الصحيحة.

2. القياس من الأذن

  • مناسب للأطفال فوق عمر 6 أشهر.
  • يُعتبر طريقة دقيقة وسريعة.

3. القياس من تحت الإبط

  • أقل دقة من الطرق الأخرى، ولكنه شائع وسهل الاستخدام.

4. القياس من الشرج

  • يُعتبر الأكثر دقة للأطفال الصغار وحديثي الولادة.

علاج الحمى عند الأطفال

الحمى من الأعراض الشائعة التي تصيب الأطفال نتيجة العدوى أو الإصابة ببعض الأمراض، وتعد استجابة طبيعية من الجسم لمحاربة مسببات الأمراض. ومع ذلك، فإن ارتفاع درجة الحرارة قد يكون مصدر قلق للأهل، لذا فإن اتباع بعض الإجراءات المنزلية الفعالة يمكن أن يساعد في تخفيف الحمى وجعل الطفل أكثر راحة.

التدابير المنزلية لتخفيف الحمى عند الأطفال

1. استخدام الأدوية الخافضة للحرارة بحذر

عند ارتفاع درجة حرارة الطفل بشكل ملحوظ، يمكن اللجوء إلى استخدام بعض الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين)، وذلك وفقًا للجرعات المناسبة لعمر ووزن الطفل. أما الإيبوبروفين، فيمكن استخدامه للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر، ولكن يجب تجنبه في حالات الإصابة بأمراض المعدة.
⚠️ ملاحظة: يمنع إعطاء الأسبرين للأطفال، لأنه قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل متلازمة راي.

2. تخفيف الملابس الثقيلة

يساعد تخفيف طبقات الملابس التي يرتديها الطفل على خفض الحرارة، حيث يسمح ذلك للجسم بفقدان الحرارة الزائدة بشكل طبيعي دون التسبب في القشعريرة أو الشعور بعدم الراحة.

3. ضبط درجة حرارة الغرفة

يجب الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 20-22 درجة مئوية، مع توفير تهوية جيدة لضمان عدم زيادة الإحساس بالحرارة.

4. استخدام الكمادات الفاترة

يمكن وضع كمادات ماء فاتر على مناطق مثل الجبهة، المعصمين، والفخذين لتبريد الجسم تدريجياً. ولكن يجب تجنب استخدام الماء البارد أو الثلج، لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وزيادة ارتفاع درجة الحرارة بدلًا من خفضها.

5. الاستحمام بالماء الفاتر

يعد الاستحمام بماء دافئ (ليس باردًا جدًا) من الوسائل الفعالة في تخفيف الحمى. ومع ذلك، يجب تجنب استخدام الكحول أو الماء شديد البرودة، لأن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم بسرعة والتسبب في الارتعاش، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة.

6. الإكثار من شرب السوائل

يجب الحرص على أن يتناول الطفل كمية كافية من السوائل لتعويض فقدان الماء نتيجة التعرق. يمكن تقديم:

  • الماء الفاتر
  • العصائر الطبيعية
  • الحساء الدافئ
    🚫 يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي، لأنها تسبب فقدان السوائل من الجسم وقد تزيد من خطر الجفاف.

الوقاية من الحمى عند الأطفال

  • التطعيم المنتظم: الالتزام بجدول التطعيمات الموصى به.
  • غسل اليدين: للحماية من الجراثيم والفيروسات.
  • تجنب الاختلاط بالمصابين: خاصة في حالات انتشار الأمراض الفيروسية.
  • التغذية السليمة: لتعزيز مناعة الطفل.

أخطاء شائعة يجب تجنبها عند التعامل مع الحمى

  1. الاعتماد على الكمادات الباردة جدًا، مما قد يؤدي إلى صدمة حرارية.
  2. إعطاء أدوية مضادة للحمى بدون استشارة الطبيب للأطفال حديثي الولادة.
  3. إهمال الأعراض المرافقة للحمى مثل الطفح الجلدي أو صعوبة التنفس.

للحصول على رعاية طبية شاملة لطفلك في حالة الحمى أو أي أعراض أخرى، ننصح بزيارة عيادات الصفاء الرائدة فى جدة ، حيث يتميز الفريق الطبي بخبرته العالية في التعامل مع مشاكل الأطفال.

  • فريق طبي متخصص: بقيادة د. إسماعيل الشريف، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بخبرة تتجاوز 25 عامًا.
  • أحدث التقنيات الطبية: لضمان التشخيص الدقيق والعلاج الفعال.
  • رعاية شاملة ومتكاملة: في بيئة آمنة ومريحة للأطفال.

لا تتردد في حجز موعدك الآن مع عيادات الصفاء الرائدة لتأمين صحة طفلك وحمايته من أي مخاطر صحية.