You are currently viewing التهاب اللوزتين عند الأطفال : الأسباب، الأعراض وطرق العلاج
التهاب للوزتين عند الأطفال

التهاب اللوزتين عند الأطفال : الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

تُعتبر اللوزتان من أبرز مكونات الجهاز المناعي في جسم الإنسان، وتقعان على جانبي الحلق وتعملان كدرع أولي ضد العدوى. ولكن رغم هذه الوظيفة الحيوية، إلا أن الأطفال غالبًا ما يصابون بالتهاب اللوزتين نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية، مما يتسبب لهم بآلام في الحلق وصعوبة في البلع والعديد من الأعراض المزعجة الأخرى.

في هذا المقال المطول، سنأخذك في جولة شاملة ومفصلة لفهم كل ما يتعلق بالتهاب اللوزتين عند الأطفال: من الأسباب إلى طرق التشخيص والعلاج، مع الحديث عن الأعشاب الطبيعية والنصائح المهمة للتعايش والوقاية.

ما هو التهاب اللوزتين عند الأطفال؟

التهاب اللوزتين هو حالة شائعة تُصيب الأطفال بشكل خاص وتُعرف بتورم واحمرار اللوزتين الموجودتين في مؤخرة الحلق. عند حدوث هذا الالتهاب، يشعر الطفل بألم شديد في الحلق، مع صعوبة في البلع، وقد يُلاحظ الأهل تضخمًا في الغدد الليمفاوية في الرقبة.

يُعد الالتهاب استجابة مناعية ضد الميكروبات التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، ولكن في بعض الحالات يكون السبب بكتيريًا.

الأسباب الشائعة لالتهاب اللوزتين عند الأطفال

1. العدوى الفيروسية

تُعد الفيروسات هي السبب الأول والرئيسي في معظم حالات التهاب اللوزتين عند الأطفال، وخاصة الأطفال دون سن الثلاث سنوات. ومن أبرز الفيروسات التي قد تُسبب التهاب اللوزتين:

  • فيروس الإنفلونزا
  • فيروس كورونا (بعض السلالات)
  • فيروس إبشتاين-بار (EBV) المسؤول عن كثرة الوحيدات

2. العدوى البكتيرية

عندما يكون المسبب بكتيريًا، فإن البكتيريا الأكثر شيوعًا هي ستريبتوكوكوس بايوجينز (Streptococcus pyogenes)، وهي نفسها التي تسبب التهاب الحلق العقدي. هذا النوع من الالتهاب يُلاحظ غالبًا لدى الأطفال في المرحلة العمرية بين 5 و15 سنة.

كيف يعمل الجهاز المناعي في اللوزتين؟

تلعب اللوزتان دورًا رئيسيًا كجزء من الجهاز المناعي، حيث تعملان كمرشحين يحجزان البكتيريا والفيروسات التي تدخل عن طريق الفم والأنف. لكن هذه الوظيفة تجعل اللوزتين عرضة للعدوى والالتهاب المتكرر.

ومن الملاحظ أن كفاءة الجهاز المناعي في اللوزتين تقل بعد مرحلة البلوغ، ولهذا السبب تقل حالات التهاب اللوزتين عند البالغين مقارنة بالأطفال.

الأعراض الشائعة لالتهاب اللوزتين عند الأطفال

تتفاوت الأعراض حسب شدة الإصابة والمسبب، ولكن من أكثر العلامات شيوعًا:

  • انتفاخ واحمرار في اللوزتين
  • بقع بيضاء أو صفراء على سطح اللوزتين
  • آلام الحلق الحادة
  • صعوبة أو ألم أثناء البلع
  • صداع
  • آلام في الأذن
  • حرارة مرتفعة
  • رائحة فم كريهة
  • تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة
  • بحة أو تغير في الصوت
  • قشعريرة وارتعاش
  • آلام في البطن، خاصة لدى الأطفال الأصغر سنًا

أعراض التهاب اللوزتين عند الرضع:

  • بكاء غير معتاد
  • رفض الرضاعة أو الطعام
  • سيلان اللعاب الزائد
  • قلة النشاط والخمول
التهاب للوزتين عند الأطفال

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة طبية عاجلة، وتشمل:

  • استمرار الحمى لأكثر من 48 ساعة
  • صعوبة شديدة في البلع أو التنفس
  • ألم شديد لا يتحمل
  • الإرهاق العام والضعف الشديد
  • خروج اللعاب بشكل غير طبيعي

طرق تشخيص التهاب اللوزتين عند الأطفال

يعتمد التشخيص في البداية على التاريخ المرضي والأعراض الظاهرة. قد يقوم الطبيب بفحص الحلق باستخدام ضوء خاص، وأخذ مسحة من الحلق لفحصها مخبريًا لتحديد ما إذا كانت العدوى فيروسية أو بكتيرية.

خيارات علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال

1. الراحة والسوائل

في أغلب الحالات الفيروسية، لا يُحتاج إلى علاج طبي ويكفي الراحة والإكثار من شرب السوائل الدافئة لدعم المناعة وتخفيف الأعراض.

2. خافضات الحرارة ومسكنات الألم

يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتقليل الحمى وتسكين الألم. يُمنع إعطاء الأسبرين للأطفال لما له من علاقة بمتلازمة راي الخطيرة.

3. المضادات الحيوية

يتم وصفها فقط إذا تأكد الطبيب من أن الالتهاب ناتج عن عدوى بكتيرية. أشهر مضاد يُستخدم هو البنسلين لمدة 10 أيام. في حالة وجود حساسية، يتم استخدام مضاد بديل مثل الأزيثروميسين.

من المهم جدًا إكمال الجرعة الموصوفة كاملة حتى لو اختفت الأعراض لتفادي عودة العدوى.

4. جراحة استئصال اللوزتين

يتم اللجوء إلى هذه الخطوة في حالات:

  • الالتهاب المتكرر أكثر من 7 مرات في السنة
  • عدم الاستجابة للعلاج الدوائي
  • حدوث مضاعفات مثل الخراج أو صعوبة التنفس أثناء النوم

العلاجات العشبية الطبيعية لالتهاب اللوزتين

يُفضل بعض الأهل التوجه نحو الطب البديل، ومن أبرز الأعشاب والنباتات المفيدة:

الثوم

يُعتبر مضادًا طبيعيًا قويًا للبكتيريا والفيروسات. يمكن غليه في الماء مع العسل وتقديمه دافئًا للطفل.

الزنجبيل مع العسل والليمون

مزيج غني بمضادات الالتهاب ومقوي للمناعة. يُخلط الزنجبيل الطازج مع عصير ليمون وعسل ويُشرب دافئًا.

الغرغرة بالماء المالح

طريقة فعالة لتخفيف الالتهاب وتهدئة الحلق. يُمزج ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ وتُستخدم للغرغرة عدة مرات يوميًا.

الشاي بالعسل

الشاي الأسود أو الأخضر الدافئ مع ملعقة عسل له تأثير مهدئ ومضاد للجراثيم.

أقراص العرق سوس

تمتاز بخصائصها المهدئة والمضادة للالتهاب، ويُمكن استخدامها للأطفال الأكبر سنًا بعد استشارة الطبيب.

نصائح عملية للتعامل مع التهاب اللوزتين في المنزل

  • شجع الطفل على الراحة والنوم الكافي.
  • قدّم له سوائل دافئة ومشروبات غنية بالفيتامينات.
  • تجنب تقديم الأطعمة الحارة أو الصلبة.
  • حافظ على نظافة البيئة المحيطة وخلوها من الدخان والمهيجات.
  • راقب أعراض الطفل وتطورها باستمرار.

كيف تحمي طفلك من التهاب اللوزتين؟

الوقاية تبدأ من العادات الصحية الجيدة، ومنها:

  • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
  • عدم مشاركة أدوات الطعام أو زجاجات الماء.
  • تغطية الفم والأنف أثناء العطاس والسعال.
  • تقوية جهاز المناعة من خلال التغذية السليمة.
  • تجنب الأماكن المزدحمة خاصة في مواسم نزلات البرد.

استشر طبيبًا مختصًا عند تكرار الأعراض

على الرغم من أن التهاب اللوزتين يُعتبر من الأمراض الشائعة، إلا أن التعامل معه بشكل سليم يُجنب الطفل الكثير من المضاعفات. في حال تكرار الالتهاب أو ظهرت علامات خطيرة، يُوصى بزيارة الطبيب المختص للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.

لضمان صحة وسلامة طفلك، ننصحك بزيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة، حيث تجد الرعاية الطبية المتكاملة التي تجمع بين الخبرة والاهتمام الدقيق بكل حالة. تضم العيادات طاقمًا طبيًا متميزًا، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل الشريف، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، صاحب الخبرة التي تتجاوز 20 عامًا في متابعة وعلاج الأطفال من مختلف الأعمار، وخصوصًا الحالات الدقيقة لحديثي الولادة.

إذا كنت تبحث عن بيئة طبية موثوقة تقدم لأطفالك أفضل رعاية ممكنة، فإن عيادات الصفاء هي خيارك الأمثل في جدة.