هل لاحظت أن طفلك يبدأ بالعطاس أو يعاني من انسداد الأنف أو يحكّ عينيه بمجرد اللعب في الخارج؟ إذا كانت الإجابة نعم، فقد يكون يعاني من الحساسية الموسمية! هذه الحالة شائعة جدًا بين الأطفال، ويُقدّر أن نحو 20% من الأطفال تحت سن 18 عامًا في العالم مصابون بها، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
في هذا المقال المفصل، نستعرض معًا كل ما تحتاج لمعرفته عن الحساسية الموسمية عند الأطفال، من الأعراض إلى التشخيص والعلاج، مع نصائح فعالة يقدمها الخبراء لمساعدة الآباء في التعامل مع هذه الحالة.
ما هي الحساسية الموسمية؟
تُعرف الحساسية الموسمية أيضًا بـ”حمى القش”، وهي استجابة مناعية مفرطة تحدث عندما يتعرض الجسم لمحفزات موجودة في الهواء في أوقات معينة من السنة، مثل حبوب اللقاح التي تطلقها الأشجار أو الأعشاب أو الأعشاب الضارة.
عندما يتعرض الطفل المصاب بالحساسية لهذه المحفزات، يفرز الجسم مواد كيميائية مثل الهيستامين، والتي تتسبب في ظهور أعراض مزعجة كالعطس، والحكة، وسيلان الأنف.
هل الأطفال والرضّع معرضون للإصابة بالحساسية الموسمية؟
نعم، يمكن للأطفال أن يُصابوا بالحساسية الموسمية في أي وقت، حتى إن لم يكونوا قد أُصيبوا بها سابقًا. وقد يحدث ذلك خاصةً إذا انتقل الطفل إلى منطقة جغرافية جديدة تحتوي على أنواع مختلفة من حبوب اللقاح.
لكن من الجدير بالذكر أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين نادرًا ما يصابون بالحساسية الموسمية، وذلك لأن جهازهم المناعي لا يكون قد تعرض بشكل كافٍ لتلك المحفزات.
إذا شككتِ في أن طفلكِ يعاني من الحساسية، من الأفضل زيارة طبيب الأطفال، وقد يتم تحويله إلى طبيب مختص بالحساسية لإجراء اختبارات دقيقة.
متى تظهر الحساسية الموسمية عند الأطفال؟
تختلف توقيتات الحساسية الموسمية حسب المنطقة الجغرافية ونوع المحفزات. لكن بشكل عام:
- حبوب لقاح الأشجار: تكثر في فصل الربيع.
- حبوب لقاح الأعشاب: تنتشر في أواخر الربيع وبداية الصيف.
- حبوب لقاح الأعشاب الضارة: تظهر في أواخر الصيف وبداية الخريف.
لذلك من المفيد متابعة تقارير حبوب اللقاح المحلية لتحديد أوقات الذروة وتجنّب تعرّض الطفل لها.
ما هي أعراض الحساسية الموسمية لدى الأطفال ؟
أعراض الحساسية الموسمية غالبًا ما تتشابه مع أعراض نزلات البرد، لكن الفرق أن أعراض الحساسية تستمر لفترات أطول أو تظهر في نفس الوقت من كل عام. الأعراض الشائعة تشمل:
- سيلان الأنف.
- احتقان الأنف.
- العطاس المتكرر.
- حكّة في الأنف أو العينين.
- فرك الأنف بشكل مستمر.
- عيون دامعة أو محمرّة.
- صوت “شخير” خفيف أثناء التنفس.
- التنحنح المتكرر.

كيف أميّز بين الحساسية الموسمية، والحساسية الشديدة، والربو؟
- الحساسية الموسمية: تتمثل في أعراض تنفسية وعينية خفيفة إلى متوسطة وتظهر موسميًا.
- الحساسية الشديدة (التأق): تظهر بشكل مفاجئ بعد التعرض لمحفز مثل طعام معين، أو لسعة حشرة، أو دواء، وتُسبب أعراضًا خطيرة مثل:
- صعوبة في التنفس.
- قيء مفاجئ.
- تورّم في الوجه أو الحنجرة.
- فقدان الوعي أحيانًا.
- تتطلب علاجًا طارئًا فوريًا.
- صعوبة في التنفس.
- الربو: مرض مزمن يبدأ من الرئتين، وتتمثل أعراضه في:
- السعال المتكرر.
- صفير أثناء التنفس.
- ضيق في التنفس.
- شعور بضيق في الصدر.
- السعال المتكرر.
بعض الأطفال قد يعانون من الربو والحساسية الموسمية في آن واحد.
الفرق بين الحساسية الموسمية ونزلات البرد
- الحساسية: تستمر لأسابيع وتعود في نفس الوقت كل عام. تتسم بالحكة في العينين، سيلان الأنف الشفاف، العطس المستمر، وقد لا يصاحبها حرارة.
- نزلات البرد: تظهر فجأة وتستمر من 7 إلى 10 أيام، وتترافق مع التهاب الحلق، حرارة، آلام في الجسم، وإفرازات أنفية كثيفة.
الحكة علامة فارقة تميل إلى الارتباط بالحساسية وليس بالبرد.
علاج الحساسية الموسمية عند الأطفال
يعتمد العلاج على شدة الأعراض، وتتضمن الخيارات ما يلي:
1. أدوية الحساسية المتاحة بدون وصفة طبية:
- مضادات الهيستامين مثل: زيرتك (Zyrtec)، كلاريتين (Claritin)، أليجرا (Allegra).
- بخاخات الأنف مثل: فلوونيز (Flonase)، نازاكورت (Nasacort).
- قطرات العين مثل: كيتوتيفين (Ketotifen).
- غسول الأنف بالمحلول الملحي: يساعد في تنظيف الأنف من المحفزات وتقليل الاحتقان.
2. العلاج بوصفة طبية:
- إذا لم تنفع الأدوية المتاحة بدون وصفة، قد يصف الطبيب أدوية مثل:
- سينجولير (Singulair).
- إبر الحساسية (العلاج المناعي)، وهي طريقة طويلة المدى لتقليل حساسية الجسم تدريجيًا.
- سينجولير (Singulair).
ملاحظة مهمة: لا تعطي طفلك أي دواء دون استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة لعمره ووزنه.
نصائح عملية للتعامل مع الحساسية الموسمية في المنزل
- اجعل طفلك يغسل يديه ووجهه فور عودته من الخارج.
- أغلق نوافذ المنزل والسيارة خلال أوقات ارتفاع حبوب اللقاح.
- استخدم جهاز تنقية الهواء داخل المنزل.
- اغسل أغطية السرير بالماء الساخن مرة أسبوعيًا.
- نظف غرفة الطفل بالمكنسة الكهربائية المزودة بفلتر HEPA.
- اجعل وقت الاستحمام في المساء لغسل أي حبوب لقاح عالقة.
- استخدم بخاخ المحلول الملحي صباحًا ومساءً.
أسئلة شائعة حول الحساسية الموسمية عند الأطفال
هل يمكن أن يشفى الطفل من الحساسية الموسمية مع الوقت؟
نعم، في بعض الحالات قد تخف أعراض الحساسية مع التقدم في العمر، لكن لا يوجد ضمان بذلك. يعتمد الأمر على طبيعة الجهاز المناعي ومحفزات الحساسية ومدى شدتها.
هل الغثيان من أعراض الحساسية الموسمية؟
عادةً لا. لكن في بعض الحالات، قد يؤدي احتقان الجيوب الأنفية أو الصداع إلى الشعور بالغثيان. أما الغثيان مع التقيؤ فهو علامة على حساسية شديدة.
هل تسبب الحساسية آلامًا في الأذن؟
نعم. يمكن أن تؤدي الحساسية إلى انسداد قناة استاكيوس، مما يسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى وبالتالي الشعور بالألم أو الضغط داخل الأذن. من الأفضل استشارة طبيب الأطفال في هذه الحالة.
الحساسية الموسمية عند الأطفال ليست مرضًا خطيرًا، لكنها قد تؤثر على راحتهم اليومية ونشاطهم المدرسي والاجتماعي. ومن خلال المتابعة مع طبيب الأطفال، واستخدام الأدوية الموصى بها، واتباع الإجراءات الوقائية البسيطة، يمكن السيطرة على الأعراض بشكل كبير.
احرص دائمًا على التوعية، وراقب أي تغير في صحة طفلك خلال مواسم انتشار حبوب اللقاح، فالرعاية المبكرة تقلل من المعاناة وتحسّن جودة حياة أطفالنا.
إذا كان طفلك يعاني من أعراض الحساسية الموسمية أو أي مشكلات تنفسية متكررة، فلا تتردد في التوجه إلى عيادات الصفاء الرائدة في جدة، حيث يقدم قسم طب الأطفال رعاية طبية شاملة ومتميزة تحت إشراف الدكتور إسماعيل الشريف، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، والذي يمتلك خبرة تتجاوز 20 عامًا في تشخيص وعلاج حالات الحساسية عند الأطفال بطرق علمية وآمنة.
في عيادات الصفاء، ستحصل على التشخيص الدقيق، وخطة علاجية مخصصة لطفلك، بالإضافة إلى نصائح وقائية عملية تساعدك في تحسين جودة حياته، خصوصًا خلال مواسم الحساسية.
لصحة طفلك، لا تتردد في حجز موعدك الآن في عيادات الصفاء الرائدة – لأن العناية تبدأ من هنا.

