يعاني كثير من الأطفال، خاصة الرضّع، من مشاكل جلدية متكررة بسبب حساسية بشرتهم الزائدة، ومن أكثر هذه المشكلات شيوعًا هو الطفح الحراري. وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يكون غير خطير، فإن تجاهله قد يؤدي إلى مضاعفات إذا تطورت العدوى الجلدية أو صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.
ما هو الطفح الحراري؟
الطفح الحراري، ويُعرف أيضًا باسم “الحرارة الشوكية” أو “الطفح الجلدي الناتج عن التعرق” (Miliaria)، هو حالة جلدية شائعة تظهر غالبًا لدى الأطفال دون سن الثالثة، وخصوصًا في الأشهر الأولى من عمرهم. ومع أن البالغين يمكن أن يصابوا به، إلا أنه يظهر بشكل أكبر لدى الرضّع نظرًا لعدم نضج غددهم العرقية بعد.
أسباب الطفح الحراري عند الأطفال
يحدث الطفح الحراري عندما تُغلق مسام الجلد أو تُسدّ قنوات العرق، مما يمنع خروج العرق إلى سطح الجلد، فيتراكم العرق تحت الجلد مُسببًا التهابًا وظهور طفح جلدي.
من الأسباب الشائعة لظهور الطفح الحراري:
- الطقس الحار والرطب: تزداد فرص الإصابة خلال فصل الصيف أو في البيئات الرطبة والدافئة.
- الإفراط في تلبيس الطفل: ارتداء الطفل لعدة طبقات من الملابس أو لفّه بالبطانيات بإحكام.
- قلة التهوية: عند وضع الطفل في كرسي السيارة أو السرير لفترات طويلة دون تهوية كافية.
- الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم قد يزيد من إفراز العرق، وبالتالي يزيد احتمالية انسداد قنواته.
أعراض الطفح الحراري عند الأطفال
غالبًا ما يظهر الطفح الحراري على شكل بثور صغيرة أو حبوب حمراء بارزة، وقد تكون مصحوبة بحكة خفيفة أو شعور بالوخز. أماكن ظهوره الشائعة تشمل:
- الرقبة وتحت الذقن
- طيات الذراعين والإبطين
- منطقتي الصدر والظهر
- أعلى الفخذين أو تحت الحفاض
- خلف الأذنين أو عند خط الشعر
قد يصبح الطفل أكثر انزعاجًا، يبكي باستمرار أو يعاني من صعوبة في النوم بسبب الحكة أو الشعور بالحرارة في تلك المناطق.

متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أن الطفح الحراري عادةً ما يُشفى تلقائيًا مع العناية البسيطة، إلا أن هناك حالات تستوجب زيارة الطبيب، منها:
- استمرار الطفح لأكثر من 3 أيام دون تحسن ملحوظ.
- ظهور علامات عدوى مثل احمرار شديد، دفء الجلد، أو وجود صديد.
- وجود ارتفاع في الحرارة أو فقدان الشهية.
- خمول الطفل أو قلة نشاطه بشكل ملحوظ.
في مثل هذه الحالات، يُنصح بعدم التأخر في مراجعة الطبيب لتحديد السبب الدقيق وتقديم العلاج المناسب.
طرق علاج الطفح الحراري
تتمثل خطوات العلاج الأساسية في تهدئة الجلد ومنع التعرق الزائد، ومنها:
- تبريد الجلد: من خلال حمام فاتر أو وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة.
- ترك الجلد مكشوفًا: كلما أمكن، مع تجنب تغطية المناطق المصابة.
- الملابس القطنية الخفيفة: ارتداء الطفل ملابس قطنية واسعة تسمح بمرور الهواء وتقلل من التعرق.
- تجنب الكريمات الدهنية: لا يُنصح باستخدام المراهم الثقيلة أو الزيوت لأنها قد تسد المسام أكثر.
- استخدام المروحة أو المكيف: للمساعدة في تخفيف حرارة الغرفة والمحافظة على جفاف الجلد.
كيف يمكن الوقاية من الطفح الحراري؟
للوقاية من هذه المشكلة الجلدية المزعجة، يُوصى باتباع الإرشادات التالية:
- تلبيس الطفل وفقًا لدرجة الحرارة، وعدم الإكثار من الطبقات.
- التهوية الجيدة في مكان نوم الطفل أو أثناء خروجه في السيارة.
- تغيير الملابس المبللة بالعرق بشكل متكرر.
- تفقد الجلد باستمرار، خاصة في الطيات أو تحت الحفاض.
- تجنب ترك الطفل في أماكن مغلقة أو حارة لفترات طويلة.
الطفح الحراري من الحالات الجلدية الشائعة التي تصيب الأطفال، خاصة الرضع، خلال فصل الصيف أو في البيئات الرطبة. على الرغم من بساطته، إلا أنه يحتاج إلى انتباه الوالدين لمنع تفاقمه أو تحوله إلى عدوى جلدية.
في حال لاحظتِ على طفلك أعراض الطفح الحراري ولم يتحسن خلال أيام قليلة، أو ظهرت عليه علامات غير طبيعية مثل ارتفاع الحرارة أو فقدان الشهية، فالأفضل استشارة الطبيب المختص.
في عيادات الصفاء الرائدة في جدة، نوفر رعاية طبية متكاملة للأطفال تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في طب الأطفال وحديثي الولادة، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل الشريف، أخصائي الأطفال بخبرة تتجاوز 25 عامًا، لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج الفعّال لجميع المشكلات الجلدية والصحية التي قد يعاني منها الطفل.

