ما هو التهاب القصيبات الهوائية؟
التهاب القصيبات الهوائية هو أحد الأمراض التنفسية الشائعة لدى الأطفال، وخصوصاً من هم دون العامين. يحدث هذا المرض نتيجة إصابة القصيبات الصغيرة في الرئة بعدوى فيروسية تؤدي إلى التهابها وتورمها، مما يُعيق تدفق الهواء ويسبب صعوبة في التنفس. على الرغم من أن هذه الحالة قد تظهر في أي مرحلة عمرية، إلا أن الرضع والأطفال الصغار هم الفئة الأكثر عرضة لها، وخاصة خلال فصل الشتاء وبداية الربيع.
أبرز أسباب التهاب القصيبات الهوائية
المُسبب الرئيسي لالتهاب القصيبات الهوائية هو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وهو فيروس شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي السفلي. يُعزل هذا الفيروس في أكثر من 75% من الحالات التي تدخل المستشفى بسبب التهاب القصيبات. وقد تستمر قابلية المصاب لنقل العدوى لمدة تصل إلى 3 أسابيع.
لكن لا يقتصر الأمر على هذا الفيروس، فهناك أنواع أخرى من الفيروسات التنفسية قد تكون مسؤولة عن العدوى، مثل:
- فيروس الإنفلونزا
- فيروس الأنف البشري (Rhinovirus)
- فيروس كورونا البشري
- الفيروس الغدي (Adenovirus)
- فيروس البارفو
- وفيروسات موسمية أخرى
العوامل التي تزيد خطر الإصابة
رغم أن التهاب القصيبات يمكن أن يصيب أي طفل، فإن هناك ظروفاً معينة ترفع من خطر حدوثه أو تدهور حالته، من أهمها:
- الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوعًا)
- الرضع دون عمر 6 أشهر
- انخفاض الوزن عند الولادة
- التواجد في أماكن مزدحمة كالحضانات
- التعرض للتدخين السلبي
- الإصابة بأمراض خلقية في القلب أو الرئة
- ضعف المناعة أو وجود أمراض عصبية
كيف يحدث المرض؟
عندما يصيب الفيروس الجهاز التنفسي، يبدأ الجسم برد فعل دفاعي يتمثل في الالتهاب وزيادة إفراز المخاط، وهو ما يسبب انسداد القصيبات الصغيرة. هذه الحالة تؤدي إلى ضعف تدفق الهواء، وبالتالي انخفاض مستويات الأكسجين التي تصل إلى الرئتين، مما يظهر في أعراض مثل الكحة، الصفير، وضيق النفس.
أعراض التهاب القصيبات الهوائية
تتطور أعراض التهاب القصيبات الهوائية على مرحلتين:
المرحلة الأولى – الأعراض الأولية:
- رشح وسيلان أنفي
- كحة بسيطة
- فقدان شهية
- ارتفاع طفيف في الحرارة
المرحلة الثانية – الأعراض المتقدمة:
- صعوبة في التنفس
- صفير في الصدر عند التنفس
- ازرقاق الشفتين
- سرعة في التنفس
- بكاء متواصل وهيجان
- علامات جفاف (قلة التبول، جفاف الفم)
- الخمول أو فقدان النشاط
معلومة مهمة: تزداد حدة الأعراض في الأطفال تحت سن 6 أشهر بسبب ضيق القصيبات الهوائية لديهم، مما يجعل انسدادها أسرع وأكثر تأثيرًا.
كيف يتم تشخيص التهاب القصيبات الهوائية؟
يعتمد الطبيب على الفحص السريري والملاحظة الدقيقة للأعراض. لكن في بعض الحالات قد يُطلب إجراء فحوصات مثل:
- تحليل إفرازات الأنف لاكتشاف الفيروس
- فحص غازات الدم
- فحص العد الدموي الكامل
- تحاليل للبول أو الدم لاستبعاد التهابات أخرى
- صورة أشعة للصدر إذا استمرت الأعراض أو ساءت الحالة
خيارات علاج التهاب القصيبات الهوائية
أولاً: العلاج في المنزل
في الحالات الخفيفة يمكن إدارة المرض منزليًا من خلال:
- استخدام محاليل الأنف لتقليل الاحتقان
- رفع رأس الطفل أثناء النوم لتحسين التنفس
- الإكثار من السوائل لتجنب الجفاف
- تقديم وجبات صغيرة ومتكررة
تنبيه: إذا ظهرت علامات صعوبة في التنفس أو ازرقاق الشفاه، يجب التوجه فورًا إلى المستشفى.
ثانياً: العلاج في المستشفى
إذا كانت الحالة متقدمة، أو إذا كان الطفل صغيرًا جدًا، فقد يحتاج إلى:
- تزويده بالأكسجين عبر أنبوب أنفي أو قناع
- تقديم سوائل عبر الوريد
- مراقبة دقيقة للعلامات الحيوية
- شفط المخاط من الممرات الهوائية
ثالثاً: العناية المكثفة
في حالات نادرة لا يستجيب الطفل للعلاج بالأكسجين ويحتاج إلى جهاز تنفس صناعي، خاصة إن كان يعاني من أمراض مزمنة أو ضعف مناعي.
الوقاية من التهاب القصيبات الهوائية
تجنب الإصابة أفضل من العلاج، ويمكن تقليل خطر الإصابة باتباع النصائح التالية:
- تجنب تعرض الأطفال للدخان (التدخين السلبي)
- غسل اليدين جيدًا قبل التعامل مع الرضع
- تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بنزلات البرد
- الحفاظ على الرضاعة الطبيعية لدعم مناعة الطفل
- في بعض الحالات، يُنصح بإعطاء دواء وقائي يسمى باليفيزوماب للأطفال الأكثر عرضة للمرض
هل هناك مضاعفات محتملة؟
عادة ما يتعافى معظم الأطفال من المرض دون آثار دائمة، لكن في بعض الحالات قد تظهر مضاعفات مثل:
- صعوبة في التنفس
- فشل في التغذية
- عدوى في الرئة
- التهابات مكتسبة من المستشفى
ملحوظة طبية: بعض الدراسات تربط بين التهاب القصيبات المتكرر وظهور أعراض الربو لاحقًا، خاصة في الحالات المصحوبة بتاريخ عائلي للحساسية.
أدوية مساعدة في تخفيف الأعراض
رغم أن العلاجات الدوائية لا تقتل الفيروس مباشرة، إلا أن بعض المواد الطبيعية والمركبات الداعمة تُستخدم لتخفيف الأعراض، مثل:
- أوراق الجوافة والتيليو والزعتر
- اليانسون وفيتامين C
- مضادات الاحتقان والطاردات للمخاط (مثل بنبروبيرين)
إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس، ازرقاق الشفاه، أو فقدان للوعي أو النشاط، فلا تتردد في التوجه إلى أقرب مركز طبي. التهاب القصيبات الهوائية مرض شائع لكنه قد يكون خطيرًا عند تأخر التدخل الطبي، خصوصًا لدى الأطفال الرضع.
إذا لاحظتِ أي أعراض مقلقة تدل على التهاب القصيبات الهوائية لدى طفلك، لا تترددي في زيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة. نوفر في قسم الأطفال رعاية طبية متقدمة بإشراف نخبة من الأطباء ذوي الخبرة، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل الشريف، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، بخبرة تتجاوز 25 عامًا في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز التنفسي عند الأطفال. نحرص على تقديم الرعاية المتخصصة والتشخيص الدقيق لضمان راحة وسلامة طفلك.
