You are currently viewing مغص الرضع: الأسباب، الأعراض، العلاج وطرق الوقاية
مغص الرضع

مغص الرضع: الأسباب، الأعراض، العلاج وطرق الوقاية

ما هو مغص الرضع ولماذا يُعد من الحالات الشائعة؟

مغص الرضع، أو ما يُعرف طبيًا بـ “Infant Colic”، هو حالة تؤرق العديد من الأمهات الجدد. تظهر بشكل نوبات بكاء شديدة وطويلة دون سبب واضح لدى الرضيع السليم صحيًا، وتستمر لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا، ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة ثلاثة أسابيع متتالية أو أكثر.
عادةً ما تبدأ أعراض المغص في عمر أسبوعين، وتبلغ ذروتها عند ستة أسابيع، ثم تبدأ بالاختفاء تدريجيًا بين عمر 3 إلى 6 شهور دون أي تدخل طبي في معظم الحالات.

الأسباب المحتملة لمغص حديثي الولادة

رغم أن السبب الدقيق لمغص الرضع ما زال غير معروف، إلا أن العلماء ربطوا بينه وبين عدة عوامل قد تؤثر في جهاز الرضيع الهضمي أو العصبي، منها:

  • نمو غير مكتمل في الجهاز الهضمي يسبب تقلصات مزعجة.
  • وجود غازات محتبسة في الأمعاء.
  • اضطرابات بكتيرية مؤقتة في الأمعاء.
  • فرط التحسس للمثيرات البيئية مثل الضوء أو الأصوات.
  • حساسية من اللاكتوز أو بروتينات الحليب.
  • اضطرابات هرمونية مثل ارتفاع السيروتونين.
  • طرق تغذية خاطئة كالوضعية الخاطئة أثناء الرضاعة.
  • تعرض الرضيع لدخان التبغ أو تناول الأم لأدوية تحتوي على النيكوتين.

كيف تفرقين بين المغص والبكاء الطبيعي للرضيع؟

ليست كل نوبة بكاء تعني مغصًا. إليكِ العلامات التي تميز مغص الرضع عن البكاء المعتاد:

  • نوبات البكاء تحدث في نفس الوقت تقريبًا يوميًا، غالبًا في المساء.
  • لا تكون مرتبطة بجوع أو بلل الحفاض أو أي حاجة ظاهرة.
  • الصراخ شديد، صوت البكاء عالٍ ومُرهق.
  • الطفل يبدو غير قابل للتهدئة حتى مع الرضاعة أو الحمل.
  • احمرار في وجه الرضيع، مع شد الساقين نحو البطن.
  • انتفاخ في البطن وصعوبة في التبرز.
  • مدة النوبة تتجاوز ثلاث ساعات وتكرر أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا.

متى يجب استشارة الطبيب؟

عند تكرار هذه النوبات، يُنصح الأم بمراقبة الطفل جيدًا وتدوين الملاحظات التالية:

  • وقت حدوث البكاء ومدته.
  • طريقة البكاء (حدة الصوت، الملامح).
  • الأمور التي تهدئ الطفل أو تزيد الوضع سوءًا.

وبناءً على هذه الملاحظات، يقوم الطبيب بـ:

  1. أخذ تاريخ طبي دقيق.
  2. تقييم شامل للجهاز الهضمي والعصبي.
  3. إجراء فحوصات لاستبعاد حالات مثل الحساسية، الالتهابات، الانسداد المعوي أو مشاكل الحليب.
  4. استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة إذا لزم الأمر.
مغص الرضع

العلاج الطبي المتاح لمغص الرضع

في معظم الحالات، لا يحتاج مغص الأطفال لعلاج دوائي، لكن الطبيب قد يوصي ببعض الخيارات لتقليل الأعراض، منها:

1. البروبيوتيك

مكملات مثل Lactobacillus reuteri، خاصةً للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية. لا تُنصح به للرضع الذين يتناولون الحليب الصناعي.

2. الحليب المحلل جزئيًا (Hydrolyzed Formula)

للرضع الذين يعانون من حساسية أو لديهم مشاكل هضمية بسبب البروتينات في الحليب الصناعي.

3. قطرات سيميثيكون (Simethicone)

دواء شهير يساعد في طرد الغازات وتقليل الألم المصاحب للمغص.

4. التعديلات الغذائية للأم

في حال كانت الأم تُرضع طبيعيًا، يمكن تجنب الأطعمة المسببة للحساسية مثل:

  • الحليب البقري
  • البيض
  • المكسرات
  • الأسماك
  • الصويا

نصائح فعالة للتخفيف من مغص الرضع في المنزل

بالإضافة إلى العلاج، هناك طرق يومية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تهدئة الرضيع وتقليل البكاء:

  • إرضاع الطفل بوضعية الجلوس لتقليل دخول الهواء.
  • تجشئة الرضيع بعد كل رضعة لمنع احتباس الغازات.
  • هز الطفل بلطف أو المشي به في الغرفة.
  • تشغيل أصوات هادئة مثل دقات القلب أو الموسيقى الكلاسيكية.
  • عمل مساج لبطن الرضيع بحركات دائرية.
  • تدفئة بطنه بقربة ماء دافئة أو إعطائه حمامًا دافئًا.
  • تقليل الإضاءة أثناء نوبات البكاء.

الأدوية العشبية لمغص الرضع

يوجد في الصيدليات العديد من التركيبات الطبيعية التي تستخدم لتقليل المغص، ومنها:

  • زيت الشبت مع بيكربونات الصوديوم
  • مستخلصات الشمر، الكراوية، النعناع الفلفلي
  • أعشاب مثل اليانسون، القرفة، البابونج، المليسة
  • تركيبات تحتوي على البروميد أو زيت التربنتين
  • خلاصات عشبية مهدئة للجهاز الهضمي

يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل عشبي للأطفال الرضع.

متى يكون البكاء غير طبيعي ويتطلب تدخلاً عاجلًا؟

عليكِ الاتصال بالطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • عدم زيادة وزن الطفل.
  • الإسهال المستمر أو وجود دم في البراز.
  • قيء متكرر أو كثيف.
  • انخفاض الشهية أو رفض الرضاعة.
  • رفض اللمس أو الحمل.
  • تغير في وعي الطفل أو خموله الشديد.

الخلاصة: المغص مرحلة طبيعية لكنها مرهقة

رغم أن مغص الرضع قد يكون تجربة مرهقة نفسيًا للأمهات، إلا أنه حالة مؤقتة تزول مع الوقت. الصبر، الفهم الجيد لأعراض المغص، واتّباع النصائح الطبية والغذائية يمكن أن يساعد بشكل كبير في تخفيف الأعراض ومرور هذه المرحلة بسلام.

إذا استمرت نوبات المغص بشكل مفرط أو ظهرت أعراض مقلقة، لا تترددي في مراجعة عيادات الصفاء الرائدة في جدة، حيث يتوفر قسم متخصص بطب الأطفال تحت إشراف الدكتور إسماعيل الشريف، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة بخبرة تتجاوز 25 عامًا، لتقديم الدعم والتشخيص المناسب لحالة رضيعك.