ما هو التهاب العصب السمعي؟
التهاب العصب السمعي أو ما يُعرف أيضًا بالتهاب العصب الدهليزي هو حالة تؤثر على توازن الجسم وحاسة السمع، وتحدث عادة نتيجة إصابة فيروسية تؤثر على العصب المسؤول عن إرسال إشارات التوازن من الأذن إلى الدماغ. يصاحب هذا الالتهاب أعراض مزعجة كالغثيان والدوخة والقيء، وقد تؤثر على جودة حياة المريض بشكل كبير.
ولحسن الحظ، تتوافر اليوم العديد من الأساليب العلاجية الفعالة التي تساعد على التخفيف من حدة الأعراض وتسريع عملية الشفاء.
أولاً: العلاج الدوائي لالتهاب العصب السمعي
يعتمد الأطباء في الغالب على وصف أدوية محددة لفترة قصيرة من الوقت، وتُعطى هذه الأدوية لتخفيف الأعراض وليس كعلاج نهائي للحالة، وتشمل:
1. أدوية الغثيان والقيء
مثل:
- الميتوكلوبراميد
- الأوندانسيترون
- البروميثازين
تعمل على تقليل الشعور بالغثيان والسيطرة على نوبات القيء المتكررة.
2. مضادات الهستامين والمهدئات
مثل:
- ميكليزين
- لورازيبام
- ديازيبام
تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف نوبات الدوخة والدوار، كما تمنح شعورًا بالراحة والهدوء.
3. الأدوية المضادة للفيروسات
- أسيكلوفير
يُستخدم في الحالات التي يكون فيها السبب عدوى فيروسية واضحة.
4. الستيرويدات (كورتيزون)
- مثل: بريدنيزون
تُستخدم في بعض الأحيان لتقليل حدة الالتهاب، لكن وصفها يتم بحذر وتحت إشراف الطبيب فقط.
5. تعويض السوائل
في حالة القيء المستمر، قد يُصاب المريض بالجفاف، مما يستدعي تعويض السوائل عبر المحاليل الوريدية.

ثانيًا: التأهيل الدهليزي (إعادة تأهيل التوازن)
يُعد التأهيل الدهليزي برنامجًا علاجيًا فعّالًا لتحسين التوازن والتغلب على الدوار الناتج عن التهاب العصب السمعي، ويتضمن:
- تمارين إعادة التوازن
- تمارين تثبيت النظر
- تمارين المشي بخطوات معينة
- حركات للرقبة والأطراف لتحسين التحكم العضلي
- تقوية عضلات الجسم الأساسية
تُشرف على هذه التمارين فرق علاج طبيعي متخصصة وتُخصص لكل حالة وفقًا لشدة الأعراض.
ثالثًا: نصائح منزلية مهمة خلال فترة العلاج
لتسريع الشفاء وتخفيف الأعراض، يمكن اتباع بعض التعليمات البسيطة في المنزل:
- الراحة التامة خلال الأيام الأولى من الإصابة.
- الإكثار من السوائل لتجنب الجفاف.
- تجنب الأطعمة الدسمة أو الصلبة، والاعتماد على الأطعمة الخفيفة مثل الشوربة أو الجيلي.
- تناول الأطعمة الخفيفة تدريجيًا بعد تحسن القيء، مثل الخبز المحمص.
- تجنب الكافيين (القهوة – الشاي)، والتدخين والكحول.
- تجنب منتجات الألبان مؤقتًا حتى زوال الأعراض.
هل من الممكن أن يتكرر التهاب العصب السمعي؟
رغم أن نسبة الشفاء تتجاوز 95%، فإن عودة الأعراض بعد العلاج تُعد حالة نادرة، إلا أنها قد تحدث إذا تعرض العصب أو الأذن الداخلية لتلف دائم.
وفي بعض الحالات، يستمر التوازن في التحسن تدريجيًا حتى دون تدخل طبي، لكن الأمر قد يستغرق من أسابيع إلى عدة شهور، وهذا يعتمد على شدة الإصابة واستجابة الجسم للعلاج.
متى يحتاج المريض إلى رعاية طبية عاجلة؟
1. أعراض الجفاف الحاد
في حال ظهور مؤشرات مثل:
- جفاف الفم الشديد
- قلة التبول
- لون البول الداكن
- الدوخة أو الإغماء
- تسارع ضربات القلب
- انخفاض ضغط الدم
فهذه إشارات على الدخول في حالة صدمة نتيجة الجفاف، وتتطلب نقل المريض إلى المستشفى فورًا.
2. احتمال الإصابة بسكتة دماغية
لأن أعراض السكتة الدماغية قد تتشابه مع التهاب العصب السمعي، فيجب عدم إهمال الأعراض التالية:
- تلعثم الكلام
- ضعف أو شلل بجانب واحد من الجسم
- فقدان مفاجئ في الرؤية أو ازدواجية النظر
- خدر أو تنميل
- فقدان التوازن الشديد
في هذه الحالات، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا دون تأخير.
التهاب العصب السمعي حالة مؤقتة في أغلب الأحيان، لكن التعامل السريع معها واختيار العلاج المناسب يختصران فترة المعاناة ويساعدان على الشفاء التام.
الأدوية، والعلاج الفيزيائي، واتباع نمط حياة صحي كلها أدوات فعالة في يد المريض والطبيب لتجاوز هذه الحالة المزعجة بأمان ونجاح.
لا تهمل الأعراض، وراجع الطبيب المختص في حال استمرار الدوخة أو زيادة حدة الأعراض، فالوقاية والتشخيص المبكر هما مفتاح الشفاء السريع.
للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعّال لالتهاب العصب السمعي ومشكلات التوازن والدوخة، ننصحكم بزيارة قسم الأنف والأذن والحنجرة في عيادات الصفاء الرائدة في جدة، تحت إشراف الدكتور عبد الرحمن الشالي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بخبرة تتجاوز 30 عامًا، حيث يوفر القسم أحدث تقنيات التشخيص والعلاج بأعلى معايير الرعاية الطبية المتقدمة.