يُعد الشخير من الظواهر الشائعة التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، ويظهر على شكل صوت خشن أو مرتفع يصدر أثناء النوم نتيجة اضطراب أو انسداد جزئي في مجرى الهواء العلوي. وعلى الرغم من أن البعض يعتبر الشخير مجرد إزعاج ليلي، إلا أنه قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية خطيرة، خاصة إذا كان مصحوبًا بانقطاع التنفس.
في هذا المقال، نستعرض بشكل شامل الأسباب المحتملة للشخير، العلامات المرتبطة به، مخاطره الصحية، وأفضل طرق التشخيص والعلاج، وذلك بأسلوب مبسط وموجه للجمهور العربي.
ما هو الشخير؟ وكيف يحدث؟
الشخير هو صوت غير طبيعي يصدر من الشخص أثناء النوم نتيجة اضطراب في مرور الهواء عبر المجرى التنفسي. يحدث ذلك عندما تكون عضلات الحلق واللسان والحنك الرخو في حالة ارتخاء، مما يسبب تضييق المجرى الهوائي، واهتزاز الأنسجة أثناء مرور الهواء، مسببًا هذا الصوت المزعج.
أسباب الشخير أثناء النوم
1. انسداد الأنف
يُعد انسداد الأنف من أبرز أسباب الشخير، وتتنوع الأسباب المؤدية لهذا الانسداد كالتالي:
- حساسية الأنف: تسبب احتقانًا دائمًا وتورمًا في الأغشية المخاطية.
- انحراف الحاجز الأنفي: يُعيق مرور الهواء ويُسبب الشخير المستمر.
- اللحميات الأنفية أو الزوائد اللحمية: تؤدي إلى انسداد مزمن وتحتاج أحيانًا إلى التدخل الجراحي.
- الناميات الخلفية عند الأطفال: يمكن أن تُسبب الشخير وتُزال عادةً بالجراحة عند الحاجة.
2. ترهل سقف الحلق والحنك الرخو
مع تقدم العمر أو بسبب ضعف عضلات الحلق، قد يحدث ترهل في الحنك الرخو، وهو من الأسباب الشائعة للشخير. ويمكن علاج ذلك جراحيًا من خلال تقوية أو إزالة الأنسجة الزائدة.
3. تضخم اللوزتين أو اللحمية
اللوزتان المتضخمتان، خاصة عند الأطفال، تضيقان مجرى الهواء وتتسببان في الشخير، ويُعالج ذلك غالبًا عبر الاستئصال الجراحي.
4. تشوهات الأسنان والفك
من ضمن العوامل البنيوية التي تؤثر على التنفس أثناء النوم: صغر الفك السفلي أو العلوي، أو سوء الإطباق، ويمكن علاج هذه الحالات لدى طبيب جراحة الفكين أو أخصائي تقويم الأسنان.
5. تناول بعض الأدوية
بعض الأدوية مثل المهدئات والمنومات تُسبب ارتخاءً عضليًا عامًا، مما يزيد من احتمالية الشخير خاصة لدى كبار السن.
6. أمراض الجهاز العصبي المركزي
اضطرابات في الدماغ أو الأعصاب التي تتحكم في التنفس يمكن أن تكون سببًا غير مباشر للشخير، ويُشخّص ذلك من قبل طبيب أعصاب.
7. حالات أخرى مؤثرة
- تضخم اللسان
- أورام في الرقبة أو الحنجرة
- أمراض الرئة والقلب
- السمنة المفرطة
- الحمل لدى النساء
- الارتجاع المريئي الليلي
الشخير عند الأطفال
لا يقتصر الشخير على الكبار فقط، بل يصيب الأطفال أيضاً. قد يكون نتيجة تضخم اللوزتين أو اللحمية، أو وجود مشاكل في الأنف أو الحلق. وفي بعض الحالات، يُعاني الطفل من اضطرابات مثل فرط النشاط وقلة الانتباه، وهو ما قد يرتبط بالشخير واضطرابات النوم.
أبرز أعراض الشخير
- نعاس شديد في النهار
- انقطاع متكرر في التنفس أثناء النوم
- الأرق
- صداع صباحي
- جفاف في الفم والبلعوم
- ضعف التركيز
- التعرق الليلي
- تغيرات مزاجية
- ارتفاع ضغط الدم
- مشاكل في الأداء الجنسي
- المشي أثناء النوم والكوابيس
تشخيص الشخير
يعتمد التشخيص على عدد من الخطوات التي تشمل:
- الفحص السريري لأذنك وأنفك وحنجرتك
- تصوير الأشعة مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي
- تخطيط النوم (Polysomnography) لمراقبة التنفس والنبض أثناء النوم
- فحوصات مخبرية شاملة لتقييم وظائف الغدة الدرقية، الكبد، الرئتين، والكلى
- اختبار الجينات (أثبتت الدراسات وجود ارتباط بين الشخير وبعض الطفرات الجينية)
علاج الشخير: خطوات فعالة للتخلص من المشكلة
أولاً: تغييرات في نمط الحياة
- إنقاص الوزن
- ممارسة التمارين الرياضية
- الإقلاع عن التدخين
- تجنب الكحول قبل النوم
- تعديل وضعية النوم (النوم على الجانب بدلاً من الظهر)
ثانياً: استخدام أجهزة مساعدة
- أجهزة الفم التي تمنع ارتداد اللسان للخلف
- أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي (CPAP) لضمان تدفق الهواء المنتظم
ثالثاً: العلاجات الجراحية
- تعديل الحاجز الأنفي المنحرف
- إزالة اللحميات الأنفية أو اللوزتين
- تقصير أو شد الحنك الرخو بالليزر أو الجراحة التقليدية
- تقديم الفكين لتوسيع المجرى الهوائي
- استئصال أورام الحلق إن وجدت
مضاعفات خطيرة للشخير يجب عدم تجاهلها
- اضطرابات النوم المزمنة
- فقدان التركيز وزيادة الحوادث
- الاكتئاب والقلق
- ارتفاع ضغط الدم
- مشاكل في القلب مثل الذبحة القلبية أو فشل القلب
- تفاقم مرض السكري
- ضعف في وظائف الدماغ، وتراجع الذاكرة
- مشاكل في الحياة الزوجية بسبب الإزعاج الليلي
العلاقة بين الشخير والسكري
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care أن الأشخاص الذين يعانون من الشخير المزمن أو انقطاع النفس الليلي أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة كبيرة. ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات الأكسجين أثناء النوم، مما يؤثر سلبًا على إفراز الأنسولين وتنظيم سكر الدم.
الشخير وتدهور الذاكرة
ربطت دراسات حديثة بين اضطرابات النوم، كالشخير وانقطاع النفس، وبين تسارع في التدهور الإدراكي المبكر وظهور علامات الزهايمر في وقت أبكر لدى المصابين، خاصة الذين لا يتلقون علاجًا فعالًا.
عوامل الخطر المرتبطة بالشخير
- الذكور أكثر عرضة من الإناث
- الوزن الزائد أو السمنة
- وجود تاريخ عائلي للشخير أو توقف التنفس
- تضييق الممرات الهوائية (لحمية أو تضخم لوزتين)
- استخدام المهدئات أو شرب الكحول
- مشاكل هيكلية في الأنف أو الفك
لا ينبغي أبدًا تجاهل الشخير المستمر أو اعتباره أمرًا عابرًا، خاصة إذا كان يؤثر على جودة النوم أو الحياة اليومية. فالكشف المبكر والتدخل الطبي المناسب يُمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في تفادي المضاعفات الصحية الخطيرة.
لمن يُعانون من الشخير أو أحد أفراد أسرتهم، يُنصح بحجز موعد استشارة مع قسم الأنف والأذن والحنجرة في عيادات الصفاء الرائدة بجدة، تحت إشراف الدكتور عبد الرحمن الشالي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بخبرة تتجاوز 20 عامًا في علاج اضطرابات النوم والمشاكل التنفسية المرتبطة بالشخير.

