You are currently viewing الكحة عند الأطفال: الأسباب والعلاج ومتى تستدعي القلق؟
الكحة عند الأطفال

الكحة عند الأطفال: الأسباب والعلاج ومتى تستدعي القلق؟

تُعد الكحة (السعال) من أكثر الأعراض شيوعًا لدى الأطفال، لا سيما في السنوات الأولى من العمر، حيث يُصاب معظم الأطفال بها عدة مرات خلال السنة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض الزكام أو الإنفلونزا. وفي الغالب، تكون الكحة استجابة طبيعية من الجسم لطرد الفيروسات، أو البكتيريا، أو الأجسام الغريبة من الجهاز التنفسي. لكنها قد تتحول في بعض الحالات إلى مؤشر على وجود مشكلة صحية أعمق، تستدعي الفحص والعلاج السريع.

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 70% من الأطفال يصابون بالكحة سنويًا، ومع أن معظم الحالات تكون بسيطة وتختفي تلقائيًا، فإن تجاهل الكحة أو التعامل معها بشكل خاطئ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال الرضع أو من يعانون من ضعف المناعة.

في هذا المقال المفصل، سنتعرف على كل ما يتعلق بكحة الأطفال: الأسباب، الأنواع، المضاعفات، طرق العلاج، والعلامات التي تتطلب مراجعة الطبيب فورًا، بالإضافة إلى أفضل الطرق للوقاية منها.

ما أسباب الكحة عند الأطفال؟

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالكحة، ومن أبرزها:

1. نزلات البرد

تُعد نزلات البرد السبب الأكثر شيوعًا للسعال عند الأطفال، إذ تتسبب الفيروسات في التهاب الحلق والأنف، مما يؤدي إلى زيادة المخاط وحدوث السعال لطرده.

2. التهابات الجيوب الأنفية

عندما تتراكم الإفرازات المخاطية في الجيوب الأنفية وتنزل إلى الحلق، قد تؤدي إلى سعال مزمن، خاصة في الليل.

3. الربو

الربو من الحالات المزمنة التي تُسبب التهاب وتضيق الممرات الهوائية، وتظهر أعراضه على شكل سعال متكرر يصاحبه صفير وضيق في التنفس، ويتفاقم عادة أثناء الليل أو بعد ممارسة الرياضة.

4. التحسس واستنشاق المهيجات

مثل دخان السجائر، الغبار، أو وبر الحيوانات الأليفة، والتي قد تهيج الشعب الهوائية وتسبب السعال.

5. عدوى بكتيرية

مثل السعال الديكي، وهو عدوى بكتيرية خطيرة تؤدي إلى نوبات سعال متتالية تنتهي بصوت يشبه صياح الديك.

6. العدوى الفيروسية

التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، مثل الإنفلونزا، والتهاب القصيبات (Bronchiolitis)، والخانوق (Croup)، وهي حالات شائعة في الأطفال وتؤدي إلى كحة حادة.

7. ارتجاع المريء

في بعض الحالات، يؤدي ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء إلى تحفيز السعال، خاصة أثناء النوم.

8. استنشاق جسم غريب

يعد من الحالات الطارئة، فقد يبتلع الطفل طعامًا أو قطعة صغيرة من لعبة تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء وظهور سعال مفاجئ.

أنواع الكحة عند الأطفال

تختلف الكحة من حيث شدتها، توقيتها، والصوت المصاحب لها، وهو ما يساعد في تحديد السبب الأساسي. إليك أبرز أنواع السعال التي قد يُصاب بها الأطفال:

1. الكحة الجافة

لا يصاحبها بلغم، وتحدث غالبًا نتيجة التهابات فيروسية، أو تحسس، أو تهيج في الحلق.

2. الكحة الرطبة أو المصحوبة بالبلغم

تدل على وجود إفرازات مخاطية في الجهاز التنفسي، وقد تكون ناتجة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية.

3. السعال الليلي

يشتد عند النوم، بسبب تجمع المخاط في الحلق أو نتيجة الربو الليلي.

4. السعال مع الحمى

عندما يقترن السعال بارتفاع في درجة الحرارة (خاصة فوق 39°م)، فقد يشير ذلك إلى وجود التهاب رئوي أو عدوى في الجهاز التنفسي السفلي.

5. السعال مع القيء

يحدث نتيجة التهيج المستمر للحلق أو بسبب ابتلاع كمية كبيرة من المخاط.

6. السعال مع صفير في الصدر

يُلاحظ عند وجود ضيق في الشعب الهوائية كما في حالات الربو أو التهاب القصيبات.

7. السعال النباحي

يشبه صوت نباح الكلب، وهو سعال مميز للخانوق، ويصاحبه صوت خشن في التنفس وصعوبة في أخذ النفس.

8. السعال الديكي

يأتي على شكل نوبات شديدة من السعال المتكرر، وتنتهي بصوت يشبه صياح الديك، ويكون أكثر خطرًا على الرضع.

أعراض مرافقة تستدعي الانتباه

في بعض الحالات، تظهر على الطفل أعراض إضافية مع الكحة، وقد تكون مؤشرًا على وجود حالة صحية تستلزم التدخل الطبي:

  • صعوبة في التنفس أو تنفس سريع
  • ازرقاق الشفاه أو الوجه
  • فقدان الشهية أو التوقف عن الرضاعة
  • القيء المتكرر
  • سماع صوت صفير أو أزيز مع التنفس
  • ظهور دم مع السعال
  • فقدان الوزن أو ضعف النمو
  • ارتفاع حرارة شديد دون استجابة للأدوية

تشخيص الكحة عند الأطفال

يعتمد الطبيب على الفحص السريري وبعض الاختبارات لتحديد سبب السعال بدقة:

  • التاريخ المرضي والفحص البدني: يشتمل على تقييم وقت حدوث الكحة، نوعها، والأعراض المرافقة.
  • الأشعة السينية: تستخدم للكشف عن التهابات الرئة أو استنشاق جسم غريب.
  • اختبار وظائف الرئة: لتشخيص الربو عند الأطفال فوق سن 5 سنوات.
  • تحاليل الدم والمسحات الأنفية: لتحديد ما إذا كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية.
  • التصوير المقطعي للجيوب الأنفية: في حالات السعال المزمن المرتبط بالحساسية أو التهاب الجيوب.

علاج الكحة عند الأطفال

يختلف العلاج حسب السبب، ولكن معظم حالات السعال البسيطة الناتجة عن فيروسات لا تحتاج إلى مضاد حيوي وتتحسن بالرعاية المنزلية.

الرعاية المنزلية

  • العسل: يُستخدم للأطفال فوق عمر سنة، نصف ملعقة إلى ملعقة حسب العمر، لتهدئة السعال.
  • شرب السوائل الدافئة: مثل الشوربة، التيليو، والينسون، لتقليل لزوجة المخاط وتهدئة الحلق.
  • جهاز ترطيب الهواء: لتخفيف جفاف الحلق والسعال الليلي.
  • تنظيف الأنف بمحلول ملحي: لتقليل التنقيط الأنفي الخلفي.
  • تجنب المهيجات: مثل دخان السجائر أو العطور القوية.

الأدوية

  • مسكنات وخافضات حرارة: مثل الباراسيتامول عند وجود حمى.
  • شراب السعال: لا يُستخدم للأطفال دون 4 سنوات إلا بوصفة طبية.
  • موسعات الشعب الهوائية: في حالات الربو، قد يصف الطبيب بخاخات أو أدوية خاصة.
  • المضادات الحيوية: فقط في حالة العدوى البكتيرية مثل التهاب الحلق أو السعال الديكي.

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

ينبغي استشارة الطبيب بشكل عاجل في الحالات التالية:

  • استمرار السعال لأكثر من 3 أسابيع.
  • وجود صعوبة أو ضيق في التنفس.
  • سماع صفير أو أزيز مع التنفس.
  • ظهور علامات الجفاف (جفاف الفم، قلة التبول، بكاء دون دموع).
  • وجود دم في البلغم.
  • ارتفاع حرارة لا تنخفض مع الأدوية.
  • ازرقاق الشفاه أو الوجه.
  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر ويعاني من كحة شديدة.

الوقاية من الكحة عند الأطفال

إليك أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لحماية طفلك من الإصابة بالكحة:

  • التأكد من حصول الطفل على التطعيمات الأساسية في موعدها.
  • تهوية المنزل بانتظام واستخدام منقيات الهواء.
  • تجنب التعرض للمدخنين أو المهيجات الكيميائية.
  • تعليم الطفل غسل يديه بانتظام.
  • الابتعاد عن أماكن التجمعات المزدحمة.
  • استخدام الكمامة في مواسم الأمراض المعدية.
  • الحرص على تقوية الجهاز المناعي بالغذاء الصحي والنوم الكافي.

الكحة عند الأطفال ليست دائمًا أمرًا مقلقًا، لكنها قد تشير أحيانًا إلى حالات تتطلب عناية طبية عاجلة، خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض مثل صعوبة في التنفس أو ازرقاق في الوجه. وفي جميع الأحوال، يجب على الوالدين مراقبة الطفل بعناية وعدم إعطائه أدوية دون استشارة الطبيب.

ولتقديم الرعاية الأفضل لطفلك، نوصيك بزيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة، حيث يتوفر قسم متخصص في طب الأطفال بقيادة الدكتور إسماعيل الشريف، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، بخبرة تفوق 25 عامًا في تشخيص وعلاج أمراض الأطفال بكفاءة عالية واهتمام بالغ بالتفاصيل الدقيقة لحالة كل طفل.