You are currently viewing التهاب الكبد: أسبابه، أعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه
التهاب الكبد

التهاب الكبد: أسبابه، أعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه

الكبد هو أحد أكبر وأهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، إذ يلعب دورًا أساسيًا في أكثر من 500 وظيفة حيوية، تشمل تنقية الدم من السموم، إنتاج البروتينات الضرورية، تنظيم عمليات الأيض، تخزين الفيتامينات والمعادن، وإفراز العصارة الصفراوية للمساعدة في هضم الدهون.

وعلى الرغم من قدرته الكبيرة على التجدد، إلا أنه يظل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، من أبرزها التهاب الكبد.
التهاب الكبد (Hepatitis) هو حالة مرضية تتمثل في حدوث التهاب أو تهيج في خلايا الكبد نتيجة عدوى فيروسية، عوامل مناعية، أو تأثير مواد سامة مثل الكحول والأدوية. هذا الالتهاب قد يكون حادًا يستمر لفترة قصيرة، أو مزمنًا يستمر لسنوات طويلة، مما يؤدي في بعض الحالات إلى تليف الكبد أو فشله أو حتى الإصابة بسرطان الكبد.

وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك مئات الملايين من الأشخاص حول العالم مصابون بأحد أشكال التهاب الكبد المزمن، خاصةً التهاب الكبد ب وج، ما يجعله أحد أكبر التحديات الصحية عالميًا.

ما هو التهاب الكبد؟

يشير مصطلح التهاب الكبد إلى عملية التهابية تصيب نسيج الكبد، تؤدي إلى تلف خلاياه وتعطيل وظائفه الحيوية. يمكن أن يحدث الالتهاب بشكل:

  • حاد: تظهر الأعراض فجأة وتستمر لعدة أسابيع أو أشهر، وقد يشفى المريض تلقائيًا أو بالعلاج.
  • مزمن: يستمر الالتهاب أكثر من ستة أشهر، وغالبًا يتطور بصمت لسنوات دون أعراض واضحة حتى تحدث مضاعفات خطيرة مثل التليف أو السرطان.

أسباب التهاب الكبد

1. العدوى الفيروسية

هي السبب الأكثر شيوعًا، وتنقسم إلى عدة أنواع رئيسية:

🔹 التهاب الكبد A (HAV)

  • ينتقل عبر تناول طعام أو ماء ملوث ببراز شخص مصاب.
  • ينتشر أكثر في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية للصرف الصحي.
  • أعراضه حادة فقط ولا يتحول إلى مزمن.
  • يتعافى المريض غالبًا خلال أسابيع.
  • يتوفر له لقاح فعال.

🔹 التهاب الكبد B (HBV)

  • واحد من أخطر الأنواع وأكثرها انتشارًا عالميًا.
  • ينتقل من خلال:
    • الدم الملوث.
    • العلاقات الجنسية غير الآمنة.
    • من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة.
  • يمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا.
  • قد يؤدي مع الوقت إلى التليف وسرطان الكبد.
  • يتوفر له لقاح فعال جدًا.

🔹 التهاب الكبد C (HCV)

  • ينتقل أساسًا عبر الدم الملوث (مثل نقل الدم قبل 1992 أو مشاركة أدوات الحقن).
  • نادرًا ما ينتقل عبر العلاقات الجنسية.
  • لا يوجد لقاح له حتى الآن.
  • غالبًا يصبح مزمنًا بصمت دون أعراض لسنوات.
  • العلاج تطور كثيرًا مع الأدوية الحديثة (DAAs) التي تعالج أكثر من 95% من الحالات.

🔹 التهاب الكبد D (HDV)

  • لا يظهر إلا لدى الأشخاص المصابين مسبقًا بفيروس B.
  • يزيد من خطورة المرض ويُسرّع المضاعفات.
  • الوقاية منه تتم عبر الوقاية من فيروس B (بالتطعيم).

🔹 التهاب الكبد E (HEV)

  • ينتشر عبر المياه الملوثة.
  • أكثر شيوعًا في المناطق الفقيرة.
  • عادةً يكون حادًا ويشفى ذاتيًا.
  • يشكل خطرًا خاصًا على الحوامل حيث قد يسبب فشل كبدي مهددًا للحياة.

2. التهاب الكبد الكحولي

  • ينتج عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية لفترات طويلة.
  • يؤدي إلى تراكم الدهون والتهاب وتدمير خلايا الكبد.
  • مع الوقت يتطور إلى الكبد الدهني الكحولي ثم التليف والفشل الكبدي.
  • الإقلاع التام عن الكحول هو العلاج الأساسي.

3. التهاب الكبد الدوائي والسمومي

بعض الأدوية أو السموم قد تسبب التهاب الكبد نتيجة تأثيرها المباشر على خلاياه، مثل:

  • الباراسيتامول (عند تناول جرعات عالية).
  • بعض المضادات الحيوية.
  • أدوية علاج السرطان (الكيميائية).
  • بعض الأعشاب السامة.
    إيقاف الدواء المسبب ومتابعة المريض قد يؤدي إلى تحسن ملحوظ.

4. التهاب الكبد المناعي الذاتي

  • يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد بالخطأ.
  • السبب غير واضح، لكنه قد يرتبط بالعوامل الوراثية أو البيئية.
  • أكثر شيوعًا لدى النساء.
  • إذا لم يُعالج قد يؤدي إلى التليف والفشل الكبدي.

5. أمراض وراثية وأيضية

  • داء ويلسون: تراكم النحاس في الكبد.
  • ترسب الأصبغة الدموية: تراكم الحديد.
  • الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): مرتبط بالسمنة والسكري.

عوامل الخطر

تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد في الحالات التالية:

  • العيش في مناطق تفتقر إلى مياه نظيفة وصرف صحي.
  • ممارسة الجنس غير الآمن.
  • تعاطي المخدرات عبر الحقن.
  • العمل في المجال الصحي والتعرض للدم.
  • مشاركة أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان.
  • الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة.

أعراض التهاب الكبد

الأعراض المبكرة:

  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والقيء.
  • الإرهاق المستمر.
  • آلام في المفاصل.

الأعراض المميزة:

  • اليرقان: اصفرار الجلد وبياض العينين.
  • تغير لون البول إلى الداكن.
  • براز فاتح اللون.
  • الحكة الجلدية.

الأعراض المتقدمة:

  • تضخم الكبد أو الطحال.
  • الاستسقاء (تجمع السوائل في البطن).
  • نزيف دموي من الجهاز الهضمي.
  • اعتلال دماغي كبدي (تشوش، ارتباك، غيبوبة).

 

طرق التشخيص

  1. الفحص السريري: ملاحظة اليرقان أو تضخم الكبد.
  2. تحاليل الدم:
    • وظائف الكبد (ALT، AST، ALP).
    • البيليروبين.
    • اختبارات الأجسام المضادة للفيروسات.
  3. التصوير:
    • الموجات فوق الصوتية للكبد.
    • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
  4. خزعة الكبد: لتحديد شدة الالتهاب أو وجود تليف.

مضاعفات التهاب الكبد

  • تليف الكبد: ندوب دائمة في نسيج الكبد.
  • الفشل الكبدي: توقف الكبد عن أداء وظائفه.
  • سرطان الكبد (HCC).
  • ارتفاع ضغط الدم البابي: يسبب دوالي المريء والاستسقاء.
  • اضطرابات تخثر الدم.

علاج التهاب الكبد

1. علاج التهاب الكبد الفيروسي

  • A و E: علاج داعم فقط (راحة – سوائل – تغذية).
  • B: مضادات الفيروسات مثل (Tenofovir، Entecavir).
  • C: أدوية DAAs الحديثة بنسبة شفاء تتجاوز 95%.
  • D: الإنترفيرون (استجابة محدودة).

2. علاج الأنواع الأخرى

  • الكحولي: التوقف التام عن الكحول، أدوية مساعدة.
  • الدوائي: إيقاف الدواء المسبب.
  • المناعي: الكورتيزون ومثبطات المناعة.

3. الحالات المتقدمة

  • زراعة الكبد كخيار نهائي لإنقاذ الحياة.

الوقاية من التهاب الكبد

  • التطعيم ضد التهاب الكبد A وB.
  • شرب مياه نظيفة.
  • تجنب مشاركة الأدوات الحادة.
  • الفحص المبكر قبل نقل الدم.
  • العلاقات الجنسية الآمنة.
  • الوعي الصحي والممارسات السليمة.

التعايش مع التهاب الكبد

  • المتابعة الطبية الدورية.
  • الالتزام بالأدوية.
  • التغذية الصحية (الخضار، الفواكه، البروتينات الخفيفة).
  • ممارسة النشاط البدني.
  • تجنب الكحول والتدخين.

التهاب الكبد مرض واسع الانتشار ومتعدد الأسباب، يبدأ بأعراض بسيطة تشبه الإنفلونزا لكنه قد ينتهي بمضاعفات خطيرة مثل التليف والفشل الكبدي أو السرطان.
التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج والوقاية عبر اللقاحات والممارسات الصحية السليمة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطورة المرض ويحافظ على صحة الكبد.

إذا كنت تعاني من أعراض التهاب الكبد أو ترغب في إجراء فحوصات اطمئنان، ننصحك بزيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة، حيث يضم قسم الأمراض الباطنية نخبة من الأطباء المتخصصين وعلى رأسهم الدكتور معتوق شيخون، استشاري الأمراض الباطنية بخبرة تتجاوز 20 عامًا في تشخيص وعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي. إن التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح للحفاظ على صحة الكبد وجودة حياتك.

الأسئلة الشائعة 

1. هل يمكن الشفاء تمامًا من التهاب الكبد؟

يعتمد ذلك على النوع: بعض الأنواع مثل A وE تُشفى تلقائيًا، بينما B وC قد تحتاج إلى علاج دوائي طويل الأمد.

2. هل التهاب الكبد معدٍ؟

الأنواع الفيروسية (A، B، C، D، E) معدية وتنتقل بطرق مختلفة، أما الأنواع الناتجة عن الكحول أو المناعة الذاتية فهي غير معدية.

3. هل يمكن الوقاية من التهاب الكبد بالتطعيم؟

نعم، هناك لقاحات فعالة ضد فيروسات A وB.

4. ما العلاقة بين التهاب الكبد وسرطان الكبد؟

الالتهاب المزمن طويل الأمد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، خاصة في حالات التهاب B وC غير المعالج.

5. ما الفرق بين التهاب الكبد الحاد والمزمن؟

الحاد يستمر أقل من 6 أشهر وغالبًا يشفى، بينما المزمن يستمر أكثر من 6 أشهر وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

6. هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد المزمن؟

نعم، بعض الأنواع مثل التهاب الكبد C يمكن الشفاء منها، بينما يمكن السيطرة على B بالعلاج طويل الأمد.

7. ما هي الأطعمة المفيدة لمريض التهاب الكبد المزمن؟

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والأسماك.

8. هل السمنة تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكبد المزمن؟

نعم، فهي تزيد من احتمال الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي الذي قد يتطور إلى التهاب مزمن.

9. متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟

عند ظهور يرقان شديد، نزيف مفاجئ، أو انتفاخ البطن بشكل ملحوظ.