لا شيء يضاهي لحظة رؤية طفلكِ وهو يخطو خطواته الأولى، تلك اللحظة التي ترسم في القلب سعادة لا تُنسى، وتظل محفورة في الذاكرة مدى الحياة. ومع أن غالبية الأطفال يبدأون بالمشي في نهاية عامهم الأول، إلا أن تأخر المشي قد يُشكل مصدر قلق للعديد من الأمهات. فهل تأخر المشي يُعد أمرًا طبيعيًا؟ وما أسبابه؟ ومتى يجب اللجوء إلى الطبيب؟ في هذا المقال نُجيبك بالتفصيل.
متى يمشي الطفل طبيعيًا؟ ومتى يُعتبر متأخرًا؟
من المتوقع أن يبدأ الطفل بالحبو ما بين الشهر السادس والتاسع، والوقوف في نهاية السنة الأولى، بينما يبدأ معظم الأطفال بالمشي بمفردهم بين الشهر الثاني عشر والثامن عشر. لذا، إذا تجاوز طفلك عامه الأول ولم يبدأ بعد في المشي، فهذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، لكنه قد يستدعي الملاحظة والدعم.
أسباب تأخر المشي عند الأطفال
تتفاوت الأسباب وراء تأخر المشي بين أسباب طبيعية وأخرى صحية أو بيئية، ومنها:
1. الفروقات الطبيعية في النمو
لكل طفل وتيرة تطوره الخاصة. بعض الأطفال يفضلون تطوير مهارات أخرى قبل المشي، مثل الكلام أو اللعب، وهو أمر طبيعي تمامًا.
2. غياب بيئة تحفيزية للحركة
إذا لم تتوفر المساحة الكافية أو لم يُشجع الطفل على الحركة، فقد يتأخر في اكتساب مهارات المشي.
3. استخدام المشاية التقليدية
رغم شيوع استخدامها، إلا أن المشايات تعيق تطور العضلات الضرورية للمشي، وقد تُعيق إحساس الطفل بالتوازن الطبيعي.
أمراض قد تُسبب تأخر المشي عند الأطفال
1. الشلل الدماغي
من الأسباب الشائعة لتأخر المهارات الحركية، حيث يؤثر على العضلات والتناسق الحركي نتيجة اضطرابات في نمو الدماغ.
علاماته:
- المشي على أطراف الأصابع
- صلابة في العضلات
- تفضيل استخدام ساق دون الأخرى
2. ضمور العضلات الوراثي
يؤدي إلى ضعف عام في العضلات نتيجة خلل جيني، ما ينعكس سلبًا على قدرة الطفل على الوقوف أو المشي.
3. نقص فيتامين (د)
فيتامين د مهم جداً لامتصاص الكالسيوم وبناء العظام. نقصه يؤدي إلى ضعف في البنية العظمية، مما يؤثر على المشي.
هل الخوف يمنع الطفل من المشي؟
نعم، الجانب النفسي للطفل له دور كبير. بعض الأطفال يترددون في المشي خوفًا من السقوط أو الألم، خصوصًا إن كانت لديهم تجربة سابقة غير مريحة. كما أن الاعتماد الزائد على الأهل وحمل الطفل باستمرار قد يُقلل من حافزه للمحاولة.
علامات قرب المشي عند الأطفال
يمكنكِ ملاحظة هذه الإشارات التي تُبشّر بأن طفلكِ على وشك المشي:
- الوقوف من دون دعم
- التمسك بالأثاث للتنقل
- القدرة على التوازن أثناء الجلوس والقيام
- المشي بمساعدة اليدين
متى يجب استشارة الطبيب بشأن تأخر المشي؟
يُفضل استشارة طبيب الأطفال في الحالات التالية:
- إن بلغ الطفل عمر 18 شهرًا ولم يحاول المشي
- في حال استمر بالمشي على أطراف الأصابع بعد سن السنتين
- إذا لاحظتِ فروقات واضحة في استخدام الساقين أو وجود انحناء غير طبيعي في القدم
- عند وجود تاريخ عائلي لأمراض عصبية أو عضلية
من الزحف إلى المشي: مراحل طبيعية ينبغي مراقبتها
قبل أن يمشي الطفل، يمر بمراحل عديدة تُعزز نمو عضلاته وتوازنه:
- الجلوس بمساعدة (من الشهر السادس تقريبًا)
- الزحف والحبو (ما بين 6-9 أشهر)
- الوقوف مستندًا إلى الأثاث (من الشهر التاسع)
- المشي بمساعدة (بين 10-13 شهرًا)
- المشي بمفرده (من 13 إلى 18 شهرًا)
نصائح لتحفيز الطفل على المشي
- وفّري له مساحة آمنة ومناسبة للحركة
- شجعيه باستخدام ألعابه المفضلة بوضعها على مسافة قصيرة
- اسمحي له بالمشي حافي القدمين داخل المنزل
- تجنبي حمله باستمرار
- امدحيه عند كل محاولة ناجحة
ماذا بعد الحبو؟ كم من الوقت يحتاج الطفل ليبدأ المشي؟
غالبًا ما يمشي الطفل بعد الحبو خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى أربعة شهور. هذه الفترة تختلف من طفل لآخر، ويعتمد الأمر على جاهزيته البدنية والنفسية.
العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال
إن لم يكن تأخر المشي ناتجًا عن سبب عضوي، فالعلاج غالبًا يكون بتعزيز المهارات الحركية من خلال:
- جلسات علاج طبيعي مع مختص
- تمارين تحفيزية لتقوية العضلات
- متابعة مراحل التطور مع طبيب الأطفال
ما أفضل أدوية لعلاج نقص فيتامين د؟
من أشهر الأدوية المستخدمة:
- فيدروب نقط Vidrop 15 ml
يُعد من أكثر الأدوية شيوعًا لتعويض نقص فيتامين د عند الأطفال، ويُؤخذ تحت إشراف الطبيب.
نصائح ذهبية لدعم طفلك في أولى خطواته
- امنحيه الوقت الكافي دون استعجال
- لا تُقارني طفلك بغيره من الأطفال
- تجنبي العقاب أو الزجر عند سقوطه
- اجعلي تجربته في المشي ممتعة وآمنة
ثقي في طفلك ودعميه بحب
تأخر المشي لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية خطيرة، بل قد يكون جزءًا من اختلاف وتيرة النمو الطبيعي بين الأطفال. امنحي طفلك الحب، والصبر، والدعم، ولا تترددي في استشارة الطبيب إذا شعرتِ بالقلق.
إذا لاحظتِ تأخرًا في مشي طفلك أو كنتِ بحاجة إلى تقييم دقيق لحالته، فننصحكِ بزيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة. يتوفر بها نخبة من أطباء الأطفال المتخصصين في متابعة النمو الحركي والعصبي تحت إشراف استشاري طب الأطفال وحديثى الولادة الدكتور إسماعيل الشريف، ويقدمون خطط علاجية متكاملة تشمل التشخيص، الفحوصات، والعلاج الطبيعي، لمساعدة كل طفل على النمو بأمان وثقة.
