الدوخة هي مصطلح شائع يستخدمه الكثيرون لوصف مجموعة متنوعة من الأحاسيس مثل الشعور بالإغماء، التشوش الذهني، الضعف، أو عدم التوازن. ومع ذلك، عندما يشعر الشخص بأن العالم من حوله يتحرك أو يدور، يُطلق على هذه الحالة اسم “الدوار”.
تعد الدوخة واحدة من أكثر الأسباب التي تدفع البالغين لزيارة الأطباء، حيث يمكن أن تؤثر نوباتها المتكررة أو المستمرة بشكل كبير على جودة الحياة. ومع ذلك، فهي نادرًا ما تشير إلى مشكلة صحية خطيرة تهدد الحياة.
يعتمد علاج الدوخة على السبب الأساسي والأعراض المصاحبة لها. غالبًا ما يكون العلاج فعالًا، لكن هناك احتمالية لعودة الأعراض في بعض الحالات.
ما الفرق بين الدوخة والدوار ؟
تعريف الدوخة
الدوخة هي مصطلح غير دقيق يستخدمه الناس لوصف مجموعة متنوعة من الأحاسيس، مثل:
- الوهن: الشعور بأن الشخص على وشك السقوط.
- خفة الرأس: الإحساس بالخفة أو الدوار المفاجئ.
- خلل التوازن: صعوبة في الحفاظ على الاستقرار أثناء الوقوف أو المشي.
- إحساس غامض بدوران الرأس: شعور بعدم الثبات أو التحرك رغم البقاء في وضع ثابت.
- الدوار: الإحساس بالحركة رغم عدم وجود حركة فعلية.
تعريف الدوار
الدوار هو نوع معين من الدوخة يشعر فيه الشخص وكأن العالم من حوله يدور أو أنه هو نفسه يدور، أو كلا الأمرين معًا. يشبه هذا الإحساس الشعور الناجم عن الدوران حول الكراسي بسرعة ثم التوقف المفاجئ، حيث يشعر الشخص بأنه يُسحب باتجاه معين. ومع ذلك، فإن الدوار ليس تشخيصًا لحالة مرضية بحد ذاته، بل هو مجرد وصف لحالة يشعر بها الشخص.
الأعراض المصاحبة للدوار
قد يعاني الأشخاص المصابون بالدوار من:
- الغثيان والتقيؤ.
- صعوبة في التوازن والمشي.
- حركات أرجحة لا إرادية للعينين (الرأرأة).
أعراض الدوخة والدوار
تختلف أعراض الدوخة من شخص لآخر، وقد تستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة أيام، وتشمل:
- شعور زائف بالحركة أو الإحساس بأن الأشياء من حولك تدور (الدوار).
- الإحساس بالإغماء أو فقدان الوعي الوشيك.
- عدم الثبات أثناء الوقوف أو المشي.
- فقدان التوازن وصعوبة التحكم في الحركات.
- الشعور بالطفو وكأن الجسم خفيف أو غير مستقر.
- الإحساس بثقل الرأس أو الضغط داخل الجمجمة.
- الغثيان الذي قد يكون مصحوبًا بالقيء.
💡 متى تزداد الأعراض؟
قد تتفاقم هذه الأعراض عند:
- المشي أو الوقوف.
- تحريك الرأس بسرعة.
- تغيير وضعية الجسم بشكل مفاجئ.
💡 هل يمكن أن تكون الأعراض شديدة؟
نعم، في بعض الحالات قد تكون الدوخة مفاجئة وشديدة لدرجة أن الشخص يحتاج إلى الجلوس أو الاستلقاء فورًا.
أعراض تستدعي زيارة الطبيب فورًا
يجب استشارة الطبيب إذا:
✅ تكررت نوبات الدوخة أو استمرت لفترة طويلة دون تحسن.
✅ كانت الدوخة مصحوبة بأي من الأعراض التالية:
- صداع مفاجئ وشديد.
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- خدر أو شلل في الذراعين أو الساقين.
- الإغماء المتكرر.
- رؤية مزدوجة أو مشوشة.
- تسارع أو اضطراب في معدل ضربات القلب.
- ارتباك وعدم القدرة على التركيز.
- عدم وضوح الكلام وصعوبة في التحدث.
- التعثر أثناء المشي أو فقدان القدرة على التوازن.
- القيء المستمر الذي لا يزول.
- التعرض لنوبات تشنجية غير مفسرة.
- فقدان مفاجئ في السمع أو طنين في الأذن.
- خدر أو ضعف في الوجه، مما قد يشير إلى مشكلة عصبية خطيرة.
💡 كم تستمر نوبات الدوخة؟
يمكن أن تستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة أيام، وقد تعود على فترات متقطعة.
💡 ما العلاقة بين الدوخة واضطرابات المعدة؟
قد تترافق الدوخة مع اضطراب في المعدة، مما يزيد الشعور بالغثيان وعدم الارتياح.

الأسباب الشائعة للدوخة والدوار
الدوخة هي شعور بعدم التوازن أو الدوار، وقد تنجم عن أسباب عديدة تتراوح بين المشكلات البسيطة والحالات الطبية الخطيرة. إليك أبرز الأسباب:
1. اضطرابات الأذن الداخلية
- دوار الوضعية الانتيابي الحميد (BPPV): يحدث بسبب تحرك بلورات صغيرة داخل الأذن الداخلية، مما يسبب نوبات قصيرة من الدوار.
- مرض منيير: يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الداخلية، مما يسبب دوخة، وطنينًا في الأذن، وفقدانًا مؤقتًا للسمع.
- التهاب العصب الدهليزي: التهاب في العصب المسؤول عن التوازن، يسبب دوخة شديدة ومفاجئة.
2. مشاكل الدورة الدموية
- انخفاض ضغط الدم: قد يسبب الدوخة عند الوقوف بسرعة.
- ضعف تدفق الدم إلى الدماغ: بسبب أمراض القلب أو تصلب الشرايين.
3. اضطرابات عصبية
- الصداع النصفي الدهليزي: يسبب نوبات دوار مترافقة مع الصداع والحساسية للضوء والصوت.
- مرض باركنسون والتصلب المتعدد: قد يؤثران على التوازن ويسببان الشعور بالدوخة.
4. الأدوية
بعض الأدوية، مثل المهدئات، ومضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، قد تسبب الدوخة كأثر جانبي.
5. اضطرابات أخرى
- القلق واضطرابات الهلع: قد تسبب الشعور بعدم التوازن.
- فقر الدم: انخفاض مستويات الحديد يؤدي إلى الدوخة، خاصة مع الشعور بالتعب وشحوب الجلد.
- انخفاض السكر في الدم: يحدث غالبًا عند مرضى السكري، ويسبب دوخة وارتعاشًا وتعرقًا.
- الجفاف وارتفاع الحرارة: نقص السوائل يؤثر على ضغط الدم ويؤدي إلى الشعور بالدوخة.
عوامل الخطر
تاريخ سابق من الدوخة: يزيد من احتمالية تكرارها في المستقبل.
التقدم في العمر: كبار السن أكثر عرضة للدوخة بسبب الأمراض المزمنة أو تناول الأدوية.
متى يجب زيارة الطبيب ؟
في معظم الحالات، لا تشكل الدوخة خطرًا على الحياة، لكنها قد تكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة إذا استمرت لفترات طويلة أو حدثت بشكل مفاجئ ومتكرر. قد يكون السبب مرتبطًا بـ اضطرابات الجهاز التوازني، انخفاض ضغط الدم، أو مشاكل في الجهاز العصبي.
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من نوبات متكررة أو مستمرة من الدوخة، خاصة إذا كانت مصحوبة بالأعراض التالية:
🔸 تورم في الأذن.
🔸 صعوبة في الكلام.
🔸 صداع شديد ومفاجئ.
متى تستدعي الدوخة تدخلاً طبياً طارئاً؟
يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة إذا كنت تعاني من دوخة مفاجئة أو شديدة مصحوبة بأي من الأعراض التالية:
✅ ألم شديد في الرأس أو الصدر.
✅ تسارع أو اضطراب في نبض القلب.
✅ ضعف أو فقدان الإحساس في الأطراف أو الوجه.
✅ صعوبة في المشي أو فقدان التوازن.
✅ ضيق في التنفس.
✅ إغماء أو نوبات تشنج.
✅ مشاكل بصرية أو سمعية مفاجئة.
✅ التشوش الذهني أو اضطراب في النطق.
✅ القيء المستمر دون تحسن.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فاطلب العناية الطبية فورًا، فقد تكون علامة على حالة طبية طارئة.
كيف يتم تشخيص الدوخة والدوار ؟
1. الفحص البدني والتاريخ الطبي
يسأل الطبيب عن الأعراض المصاحبة للدوخة، تاريخ المريض الطبي، والأدوية التي يتناولها، ثم يقوم بفحص طريقة المشي، التوازن، ووظائف الأعصاب.
2. الاختبارات التصويرية
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT): يتم إجراؤه في حال الاشتباه بوجود سكتة دماغية أو مشاكل في المخ.
3. اختبارات التوازن
- اختبار حركة العين: يراقب الطبيب حركة العين أثناء تعقب جسم متحرك.
- اختبار حركة الرأس: يتم إجراء مناورة ديكس هالبايك (Dix-Hallpike) لتحديد وجود دوار الوضعة الانتيابي الحميد.
- تصوير البوستوروغرافي (Posturography): يحدد الأجزاء المسؤولة عن مشكلات التوازن لدى المريض.
- اختبار الكرسي الدوار: يجلس المريض على كرسي متحرك آليًا لتقييم وظائف الأذن الداخلية.
4. فحوصات إضافية
- اختبارات السمع: لتقييم حالات فقدان السمع المرتبطة بالدوخة.
- اختبارات الدم: للتحقق من نقص الحديد، السكري، أو مشاكل الغدة الدرقية.
- تخطيط كهربية القلب (ECG) أو اختبار الإجهاد القلبي: لتقييم مشاكل القلب المحتملة.
علاج الدوخة والدوار
الدوخة هي مشكلة شائعة قد تؤثر على قدرة الشخص على القيام بأنشطته اليومية. في كثير من الأحيان، تختفي الدوخة تلقائيًا خلال فترة قصيرة، ولكن في بعض الحالات، قد تتطلب تدخلاً طبيًا بناءً على السبب الكامن وراءها. فيما يلي مجموعة من العلاجات الفعالة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من الدوخة واستعادة التوازن.
العلاجات الدوائية للدوخة
يعتمد العلاج الدوائي على السبب المؤدي للدوخة، وقد تشمل الخيارات التالية:
1. الأدوية المدرة للبول
إذا كان الشخص يعاني من داء منيير، فقد يوصي الطبيب باستخدام مدرات البول جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي منخفض الصوديوم للمساعدة في تقليل احتباس السوائل داخل الأذن الداخلية، وبالتالي تخفيف الأعراض المصاحبة للدوخة.
2. أدوية للتخفيف من الغثيان والدوخة
في بعض الحالات، يمكن استخدام بعض الأدوية التي تساعد في الحد من الشعور بالغثيان والدوخة، مثل:
- مضادات الهيستامين: مثل ميكليزين، والتي تقلل من الدوار.
- مضادات الكولين: تعمل على تثبيط الجهاز العصبي وتخفيف أعراض الدوخة.
3. الأدوية المضادة للقلق
تستخدم بعض الأدوية المضادة للقلق، مثل ديازيبام (Diazepam) وألبرازولام (Alprazolam)، للمساعدة في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر الذي قد يكون عاملًا مساهمًا في حدوث الدوخة.
4. أدوية لعلاج الصداع النصفي
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الدوخة المصاحبة للصداع النصفي، يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تقليل عدد النوبات وشدتها.
العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل
1. تمارين إعادة التوازن
تسمى هذه التمارين إعادة التأهيل الدهليزي، وتُستخدم لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الدوخة الناتجة عن اضطرابات الأذن الداخلية، مثل التهاب العصب الدهليزي.
2. مناورة إيبلي لإعادة تموضع بلورات الأذن
هذه التقنية فعالة للأشخاص الذين يعانون من دوار الوضعة الانتيابي الحميد. يتم تنفيذها من قبل طبيب مختص لمساعدة الجسم على إعادة تموضع البلورات الصغيرة داخل الأذن الداخلية، مما يقلل من نوبات الدوار.
3. العلاج النفسي
يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا في الحالات التي يكون فيها القلق أو التوتر عاملاً رئيسيًا في ظهور الدوخة.
العلاجات الجراحية والإجراءات الطبية
في بعض الحالات النادرة، قد يوصي الطبيب بإجراءات أكثر تعقيدًا لعلاج الدوخة:
1. حقن الجنتاميسين
يتم حقن الجنتاميسين (Gentamicin) داخل الأذن الداخلية لتعطيل وظيفة التوازن في الأذن المصابة، مما يسمح للأذن السليمة بتولي هذه الوظيفة.
2. استئصال جهاز استشعار التوازن
يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالات نادرة عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة، حيث يتم تعطيل المتاهة الدهليزية في الأذن المصابة، مما يجبر الدماغ على الاعتماد على الأذن السليمة للحفاظ على التوازن.
نصائح للتعامل مع الدوخة في المنزل
إلى جانب العلاجات الطبية، هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الدوخة، ومنها:
- تجنب الحركات المفاجئة مثل الانحناء أو النظر إلى الأعلى بسرعة.
- الاستيقاظ ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء.
- تخزين الأغراض في أماكن يسهل الوصول إليها لتجنب الحركات السريعة.
- ممارسة تمارين العين والرأس والجسم لتعزيز التوازن.
- الالتزام بالعلاج الفيزيائي لتقوية العضلات وتحسين القدرة على المشي دون مساعدة.
نصائح للوقاية من الدوخة والدوار
الدوخة يمكن أن تؤثر على التوازن اليومي، وقد تعرض الشخص لمخاطر متعددة إذا لم يتم التعامل معها بحذر. لذا، من المهم اتباع بعض الاحتياطات التي تساعد في الحد من تأثيرها ومنع حدوث أي مضاعفات. إليك أهم التدابير الوقائية:
1. تجنب الحركات المفاجئة وتحقيق التوازن عند المشي
عند الشعور بالدوخة، يُفضل تجنب التحركات السريعة والمفاجئة، مثل الوقوف أو الالتفاف بسرعة، حيث قد تؤدي إلى فقدان التوازن. كما يُفضل استخدام عصا المشي لمن يعانون من نوبات دوخة متكررة للحفاظ على التوازن وتقليل مخاطر السقوط.
2. إزالة العوائق التي قد تسبب التعثر
يُنصح بإزالة أي عوائق قد تؤدي إلى السقوط أو التعثر، مثل:
- السجاد غير المثبت جيدًا.
- الأسلاك الكهربائية الممتدة في الممرات.
- الأثاث غير الثابت أو الزوايا الحادة التي قد تزيد من خطورة التعثر.
3. اتخاذ وضعية آمنة عند الشعور بالدوخة
إذا شعرت بالدوخة فجأة، قم باتباع الخطوات التالية:
- اجلس أو استلقِ فورًا لتجنب السقوط.
- إذا كانت الدوخة شديدة، اغلق عينيك وابقَ في غرفة مظلمة لبضع دقائق حتى تهدأ الأعراض.
- تجنب النهوض بسرعة بعد الاستلقاء أو الجلوس.
4. تجنب قيادة السيارة وتشغيل الآلات الثقيلة
إذا كنت تعاني من نوبات دوخة مستمرة، فمن الأفضل الامتناع عن:
- قيادة المركبات، حيث قد تؤثر الدوخة على القدرة على التركيز وردود الفعل السريعة.
- تشغيل الآلات الثقيلة التي تتطلب دقة وتحكمًا عاليًا، لتجنب الحوادث والإصابات.
5. تقليل استهلاك المواد التي تفاقم الدوخة
تساهم بعض العادات الغذائية في زيادة أعراض الدوخة، لذا يُنصح بـ:
- تقليل استهلاك الكافيين، حيث قد يؤثر على الدورة الدموية ويزيد الشعور بعدم الاتزان.
- تجنب الكحول لأنه يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والتوازن.
- التقليل من الملح، خاصة للأشخاص الذين يعانون من داء منيير، حيث يؤدي إلى احتباس السوائل في الأذن الداخلية ويزيد الدوخة.
6. اتباع نظام غذائي صحي وشرب السوائل بانتظام
- الحرص على تناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الحديد وفيتامين B12، حيث إن نقصهما قد يؤدي إلى الدوخة.
- شرب كمية كافية من الماء يوميًا، لأن الجفاف قد يسبب انخفاض ضغط الدم والشعور بالدوخة.
7. الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب الإجهاد
- النوم الجيد لمدة 7-9 ساعات يوميًا يساعد في تحسين وظائف الجسم وتقليل الشعور بالدوخة.
- تجنب السهر والإجهاد الزائد، حيث يمكن أن يؤدي التعب المفرط إلى تفاقم أعراض الدوخة.
يمكن السيطرة على الدوخة باتباع بعض الاحتياطات البسيطة التي تعزز الاستقرار والتوازن، مثل تجنب الحركات المفاجئة، وإزالة المخاطر البيئية، والجلوس عند الشعور بالدوخة، والحد من استهلاك المواد التي تزيد من الأعراض. كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي يساعد في تقليل احتمالية التعرض لنوبات الدوخة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة اليومية.