You are currently viewing اليرقان عند حديثي الولادة: أسبابه،أعراضه،وطرق علاجه
اليرقان عند حديثى الولادة

اليرقان عند حديثي الولادة: أسبابه،أعراضه،وطرق علاجه

اليرقان عند المواليد الجدد هو حالة طبية متكررة لا تستدعي القلق في معظم الأحيان، إذ يُلاحظ ظهورها على حوالي نصف الأطفال الناضجين بعد الولادة، وتكاد تكون أكثر شيوعًا بين الأطفال الخدّج. وتبلغ هذه الحالة ذروتها لدى الرضّع مكتملي النمو خلال الأيام ما بين الثالث والخامس بعد الولادة. أما في حالات الأطفال الخدّج، فتظهر أعراض اليرقان لاحقًا وتستمر لفترة أطول كلما قل عمر الحمل عند الولادة.

يُعد اليرقان أمرًا فسيولوجيًا طبيعيًا طالما لم يكن ناتجًا عن سبب مرضي آخر، حيث لا يُصنّف كحالة خطرة ما لم يصاحبه اضطراب يؤثر على وظائف الجسم الأخرى. وتُرجح الدراسات أن الزيادة في مادة البيليروبين لدى حديثي الولادة قد تعود لدورها المحتمل كمضاد أكسدة يعوض النقص المؤقت في المواد المضادة للأكسدة الأخرى خلال الأيام الأولى من حياة الطفل.

مع ذلك، فإن هناك حالات يظهر فيها اليرقان بشكل غير طبيعي بسبب أمراض كامنة، مما يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

أبرز أعراض اليرقان لدى الرضع

يُلاحظ اصفرار لون الجلد وبياض العينين خلال الأيام الأولى من حياة الطفل، وعادة ما تظهر هذه العلامات بين اليومين الثاني والرابع بعد الولادة. وفي بعض الحالات، قد يكون اليرقان شديدًا، ويصاحبه أعراض مقلقة، منها:

  • ازدياد اصفرار الجلد بشكل واضح، خاصة في البطن والذراعين والساقين.
  • اصفرار في الجزء الأبيض من العينين.
  • خمول أو مظهر عام يدل على أن الطفل غير بصحة جيدة.
  • صعوبة في الإيقاظ أو عدم الاستجابة.
  • ضعف في التغذية أو بطء في اكتساب الوزن.
  • بكاء عالي النبرة ومزعج.
  • ظهور أي أعراض أخرى تثير قلق الوالدين.

الأسباب والعوامل المؤدية للإصابة باليرقان

أولًا: أسباب حدوث اليرقان

تُعتبر مادة البيليروبين السبب الأساسي في حدوث اليرقان، وهي ناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء. لدى الرضع، تكون معدلات إنتاج وتكسر هذه الخلايا أعلى مما هي عليه لدى البالغين، وبالتالي ترتفع مستويات البيليروبين.

الكبد الطبيعي مسؤول عن معالجة هذه المادة وطردها من الجسم عبر الأمعاء، ولكن لأن كبد حديثي الولادة غير مكتمل النضج، فإنه لا يتمكن من التخلص منها بالسرعة الكافية، مما يؤدي إلى تراكمها وظهور أعراض اليرقان.

وتُعرف هذه الحالة باليرقان الفسيولوجي، وغالبًا ما تبدأ بالظهور في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة. وهناك أسباب أخرى يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة، مثل:

  • حدوث نزيف داخلي لدى الطفل.
  • وجود عدوى دموية.
  • إصابات فيروسية أو بكتيرية.
  • عدم توافق فصيلة دم الأم مع فصيلة دم الطفل.
  • أمراض أو اضطرابات في الكبد.
  • انسداد القنوات الصفراوية.

ثانيًا: عوامل تزيد من خطر الإصابة

هناك مجموعة من العوامل التي تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة باليرقان، وتشمل:

  • الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 38 من الحمل أكثر عرضة لأن الكبد لديهم غير مكتمل النمو ولا يعالج البيليروبين بالكفاءة المطلوبة.
  • الكدمات الناتجة عن الولادة: الأطفال الذين تعرضوا لصدمات أثناء الولادة قد يعانون من تحلل إضافي لخلايا الدم مما يرفع مستوى البيليروبين.
  • اختلاف فصائل الدم: عند اختلاف فصيلة دم الأم عن الطفل، قد تنقل الأم أجسامًا مضادة تسبب تكسير خلايا الدم الحمراء للطفل بشكل مفرط.
  • الرضاعة الطبيعية غير الكافية: الأطفال الذين لا يحصلون على تغذية كافية من الرضاعة الطبيعية، خاصة في الأيام الأولى، يكونون أكثر عرضة للجفاف وتراكم البيليروبين.
  • العرق: تشير الدراسات إلى أن الأطفال من أصول آسيوية (خصوصًا شرق آسيا) أكثر عرضة لتطور حالات اليرقان.
اليرقان عند حديثى الولادة

المضاعفات المحتملة في حال عدم العلاج

قد يؤدي تجاهل ارتفاع مستويات البيليروبين إلى مضاعفات خطيرة، من أبرزها:

1. اعتلال الدماغ الحاد بسبب البيليروبين

تحدث هذه الحالة عندما يعبر البيليروبين إلى خلايا الدماغ، مما يشكل خطرًا على صحة الطفل. تشمل الأعراض:

  • خمول عام.
  • صعوبة في الإيقاظ.
  • صراخ بصوت حاد ومزعج.
  • صعوبة في الرضاعة.
  • تصلب الجسم وتقوسه للخلف.
  • ارتفاع درجة الحرارة.

2. اليرقان النووي

ينتج عن اعتلال الدماغ إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، وقد يسبب تلفًا دائمًا في الدماغ، وأعراضه تشمل:

  • حركات غير منضبطة.
  • تثبيت دائم للنظر لأعلى.
  • فقدان السمع.
  • مشاكل في نمو مينا الأسنان.

تشخيص حالة اليرقان

يعتمد التشخيص الأولي على ملاحظة الأعراض الظاهرة على الجلد والعينين، إلا أن الطبيب يحتاج لتأكيد الحالة من خلال اختبارات تقيس مستوى البيليروبين في الدم. من بين الفحوصات المستخدمة:

  • الفحص السريري.
  • تحليل الدم.
  • اختبار باستخدام جهاز مقياس البيليروبين عبر الجلد.

وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء تحاليل دم إضافية أو فحوصات بولية لاستبعاد الأسباب المرضية الأخرى.

طرق علاج اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة

في معظم الحالات، يختفي اليرقان الخفيف تلقائيًا خلال أسبوعين إلى ثلاثة دون تدخل طبي. لكن في حال اليرقان المعتدل أو الشديد، قد تتطلب الحالة البقاء في المستشفى أو العودة إليه لتلقي العلاج. وتشمل وسائل العلاج ما يلي:

1. التغذية الكافية

يساهم تناول الطفل لكميات مناسبة من الحليب في تقليل مستوى البيليروبين من خلال تعزيز الإخراج.

2. العلاج بالضوء (الفوتوثيرابي)

يُستخدم فيه مصباح خاص يبعث ضوءًا أزرقًا أو أخضر لتحفيز تحلل البيليروبين وتحويله إلى شكل يسهل التخلص منه عبر البول والبراز.

3. العلاج بالغلوبيولين المناعي

في حالات اختلاف فصائل الدم، يمكن إعطاء الطفل الغلوبولين المناعي عبر الوريد لتقليل الأجسام المضادة المسببة لتكسير خلايا الدم الحمراء.

4. تبادل الدم

هذا الإجراء يُستخدم كحل أخير للحالات الحرجة جدًا. يتضمن استبدال دم الطفل تدريجيًا بدم متبرع نظيف لتقليل مستوى البيليروبين والأجسام المضادة.

الوقاية من الإصابة باليرقان

تتمثل الوقاية الأساسية في التأكد من حصول الرضيع على تغذية جيدة وكافية، خاصة في الأيام الأولى من حياته. ويُنصح بما يلي:

  • للرضاعة الطبيعية: تقديم 8 إلى 12 رضعة يوميًا.
  • للرضاعة الصناعية: إعطاء الطفل من 30 إلى 60 مل من الحليب كل ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال الأسبوع الأول.

اليرقان عند حديثي الولادة هو حالة شائعة وطبيعية في كثير من الأحيان، لكنها قد تتحول إلى حالة خطرة في حال عدم التعامل معها بشكل سليم. من المهم أن يكون الوالدان على دراية بأعراض اليرقان ومسبباته وطرق الوقاية والعلاج. ويُنصح دومًا بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية على الرضيع لضمان سلامته.

نؤكد على أهمية المتابعة الدورية مع طبيب الأطفال، ومراقبة الرضيع بدقة خلال أيامه الأولى، للتدخل المبكر في حال ظهور أي علامات تدعو للقلق.

إذا كنت من سكان جدة أو ترغب في متابعة حالة طفلك عند ولادته، فإن عيادات الصفاء الرائدة توفر لك الرعاية المثالية، بوجود طاقم طبي متخصص في طب الأطفال وحديثي الولادة، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل الشريف بخبرته التي تتعدى 25 عامًا في هذا المجال.