تقويم الأسنان هو إجراء طبي مهم يهدف إلى تصحيح مشاكل الفك والأسنان، ويشمل مجموعة من الأدوات التي تساعد في تحسين وضع الأسنان وضمان استقامتها. عندما نتحدث عن تقويم الأسنان عند الأطفال، فإن الهدف لا يقتصر فقط على تحسين المظهر الجمالي للأسنان، بل يمتد إلى تعزيز صحة الفم بشكل عام.
يعتبر علاج تقويم الأسنان في سن مبكرة أمرًا بالغ الأهمية لأنه يساعد في تصحيح المشكلات التي قد تتفاقم مع تقدم العمر، مثل مشاكل الإطباق أو ازدحام الأسنان. ويتميز العلاج المبكر بأنه يمكن التحكم في نمو الفكين وتوجيه الأسنان بشكل صحيح، مما يقلل من الحاجة إلى علاجات مستقبلية معقدة.
ما هو تقويم الأسنان للأطفال؟
تقويم الأسنان للأطفال هو علاج يُعتمد فيه على مجموعة من الأجهزة التقويمية، سواء الثابتة أو القابلة للإزالة، والتي تُستخدم لتعديل مواقع الأسنان وتحسين إطباق الفك. هذا العلاج لا يهدف فقط إلى تحسين المظهر الجمالي للابتسامة، بل يعزز أيضًا الصحة الفموية العامة للطفل ويمنع تطور مشكلات خطيرة مع مرور الوقت.
أهمية تقويم الأسنان عند الأطفال
يُعتبر تقويم الأسنان للأطفال أكثر من مجرد وسيلة للحصول على ابتسامة جميلة، فهو علاج متكامل يسهم في تعزيز صحة الفم والفكين، ويمنع تطور العديد من المشكلات الصحية مع مرور الوقت. إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في ترتيب الأسنان أو تطابق الفكين، فإن تقويم الأسنان قد يكون هو الحل الأمثل لضمان نمو سليم وصحي.
أبرز فوائد تقويم الأسنان للأطفال
1. تحسين صحة الفم والفكين
تقويم الأسنان يساعد في تنظيم ترتيب الأسنان داخل الفم بشكل صحيح، مما يسهل عملية تنظيفها ويمنع تراكم البكتيريا التي تؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
2. علاج التهابات اللثة وتورم الفم
عندما تكون الأسنان متراكبة أو غير منتظمة، قد تؤدي إلى احتكاك غير طبيعي في الفم، مما يسبب التهابات مزمنة أو تورمات. التقويم يعيد الانسجام بين مكونات الفم، ويُساهم في تقليل الالتهابات.
3. تصحيح النطق ومخارج الحروف
بعض مشاكل النطق لدى الأطفال ترتبط بسوء ترتيب الأسنان أو بروز الفك، وهنا يأتي دور التقويم في إعادة تنظيم الأسنان والفك لتحسين مخارج الحروف، مما يُسهل على الطفل النطق السليم.
4. تعزيز المظهر الجمالي والابتسامة
الابتسامة الجميلة هي انعكاس للثقة بالنفس، والتقويم يمنح الأطفال مظهرًا جذابًا من خلال تصحيح شكل الأسنان وتحسين تنسيقها، ما ينعكس إيجابًا على شعورهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم.
5. دعم النمو الطبيعي للفك
يُساعد تقويم الأسنان على توجيه نمو الفك بشكل سليم أثناء مرحلة الطفولة، مما يحد من الحاجة إلى تدخلات جراحية مستقبلية أو تقويمات معقدة في سن متأخرة.
6. تقليل خطر صرير الأسنان
الصرير أو تطاحن الأسنان قد يكون نتيجة لسوء الإطباق أو التوتر الناتج عن عدم انتظام الأسنان، والتقويم يُسهم في توزيع الضغط بشكل متوازن، مما يقلل من احتمالية حدوث الصرير.
7. الوقاية من مشاكل معقدة مستقبلًا
علاج مشاكل الأسنان مبكرًا باستخدام التقويم قد يُجنب الطفل الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيدًا في المستقبل، مثل الجسور، أو التيجان، أو حتى الجراحة.
العلامات الدالة على حاجة الطفل إلى تقويم الأسنان
بعد التعرف على السن الأنسب لبدء تقويم الأسنان للأطفال، من الضروري أن يكون الوالدين على دراية بالإشارات التي قد تشير إلى حاجة الطفل إلى تدخل تقويمي مبكر. فالعلاج في الوقت المناسب يساعد على تصحيح المشكلات قبل أن تتفاقم، مما يسهم في نمو سليم للفك والأسنان. وفيما يلي أبرز العلامات التي تستدعي مراجعة طبيب تقويم الأسنان.
1. فقدان الأسنان اللبنية بشكل غير منتظم
قد يكون الفقدان المبكر أو المتأخر للأسنان اللبنية علامة على وجود خلل في نمو الفك أو ترتيب الأسنان.
- الفقد المبكر قد يسبب تحرك الأسنان المجاورة إلى الفراغ، مما يعيق بزوغ الأسنان الدائمة.
- الفقد المتأخر بدوره قد يمنع ظهور الأسنان الجديدة في وقتها، أو يسبب تراكمها خلف الأسنان اللبنية.
2. وجود أسنان مدفونة أو لا تنمو في أماكنها
في بعض الحالات، لا تظهر الأسنان الدائمة نهائيًا أو تنمو في اتجاه خاطئ. وهنا يأتي دور التقويم في إعادة توجيه تلك الأسنان لمكانها الطبيعي ضمن الفم، وتجنب أي تعقيدات مستقبلية.
3. صعوبة في العض أو المضغ
عندما يواجه الطفل مشاكل في مضغ الطعام أو عضّه، مثل:
- قضم الخدود من الداخل باستمرار.
- عجز عن قضم الطعام بشكل طبيعي.
- مضغ بجهد أو على جهة واحدة فقط.
فقد تكون هذه علامات على عدم انتظام الأسنان أو مشاكل في الإطباق، وهنا يُنصح بتقييم الحالة من قبل مختص تقويم الأسنان.
4. ازدحام الأسنان أو تداخلها أو انحرافها
الأسنان المتراكبة أو المائلة قد تشير إلى عدم وجود مساحة كافية داخل الفك، وتُعد من أكثر المشكلات شيوعًا التي تستدعي تقويم الأسنان.
هذه الحالة لا تؤثر فقط على الشكل الجمالي، بل تعيق تنظيف الأسنان، مما يزيد من خطر التسوس وأمراض اللثة.
5. بروز الأسنان الأمامية
عندما تبرز الأسنان، خاصةً العلوية الأمامية بشكل ملحوظ إلى الخارج، فهذه علامة على سوء محاذاة الفكين، ما يتطلب تقويماً لإعادة الانسجام بين الفكين وتحسين المظهر والوظيفة.
6. وجود عضة سفلية أو معكوسة
- العضة السفلية: عندما تبرز الأسنان السفلية أمام العلوية عند الإغلاق.
- العضة المعكوسة: حيث تكون الأسنان العلوية خلف الأسنان السفلية.
هاتان الحالتان قد تؤثران على شكل الوجه والنطق والمضغ، ويجب تصحيحهما مبكرًا.
7. صدور أصوات عند فتح وإغلاق الفم
إذا كان الطفل يصدر أصوات طقطقة أو نقر عند تحريك فكه، فقد يشير ذلك إلى وجود خلل في المفصل الفكي أو في المحاذاة، وهي من الحالات التي يُساعد التقويم في علاجها.
8. التنفس من خلال الفم
التنفس الفموي المزمن يمكن أن يرتبط بمشاكل تقويمية مثل:
- ضيق الفك العلوي.
- انسداد الأنف الناتج عن وضع غير طبيعي للأسنان.
وقد يؤدي استمرار التنفس عن طريق الفم إلى مشاكل في نمو الوجه والجمجمة بمرور الوقت.
9. مشاكل في الكلام والنطق
بعض صعوبات النطق مثل التلعثم أو عدم وضوح مخارج الحروف قد يكون ناتجًا عن:
- الأسنان المعوجة.
- الفك غير المتوازن.
وفي هذه الحالة، يلعب تقويم الأسنان دورًا داعمًا في تصحيح طريقة خروج الحروف وتحسين مهارات التواصل.
10. مص الإبهام أو الأصابع
الاستمرار في عادة مص الأصابع، خاصة بعد عمر 4 سنوات، يمكن أن يؤدي إلى:
- بروز الأسنان الأمامية.
- تشوه الفك العلوي. وهي حالات شائعة يُعالجها التقويم لإعادة تنظيم الفم والفك بشكل صحيح.

متى يجب بدء علاج تقويم الأسنان للأطفال ؟
تقويم الأسنان للأطفال هو خطوة علاجية مهمة تهدف إلى تصحيح مشاكل ترتيب الأسنان والفكين، وتحسين وظائف الفم، والمظهر الجمالي للابتسامة. ومن الأسئلة الشائعة التي يطرحها الكثير من الأهالي: ما هو العمر المثالي لبدء تقويم الأسنان لطفلي؟
الحقيقة أن توقيت البدء في العلاج التقويمي يؤثر بشكل مباشر على فعالية النتائج ومدى سرعة العلاج، ولهذا من المهم فهم العوامل التي تحدد السن المناسب للتقويم.
العمر الأنسب لتقويم الأسنان: ما بين 8 – 14 عامًا
يُوصى عادة ببدء العلاج التقويمي خلال الفترة العمرية ما بين 8 إلى 14 سنة، وهي المرحلة التي يكون فيها الطفل قد:
- فقد جميع الأسنان اللبنية.
- بدأت معظم الأسنان الدائمة في الظهور.
في هذه المرحلة، يكون الفك لا يزال في طور النمو، مما يُسهّل توجيهه وإعادة تشكيله باستخدام التقويم لتحقيق نتائج أفضل وبمدة علاج أقصر.
التقويم على مرحلتين: نهج علاجي متقدم
بعض أطباء تقويم الأسنان يعتمدون ما يُعرف بـ التقويم على مرحلتين:
- المرحلة الأولى: تبدأ في سن مبكرة (حوالي 6 – 8 سنوات) باستخدام أجهزة غير تقويمية مثل الموسعات أو الأجهزة المؤقتة، ويكون الطفل لا يزال لديه أسنان لبنية.
- المرحلة الثانية: تُستكمل بعد نمو جميع الأسنان الدائمة، ويتم فيها تركيب التقويم الثابت.
هذا الأسلوب يساعد في تقصير فترة العلاج الفعلية لاحقًا، وتحقيق نتائج أكثر دقة واستقرارًا.
لماذا يُفضل بدء تقويم الأسنان في سن مبكرة؟
هناك عدة أسباب تجعل العلاج المبكر أكثر فعالية:
- سهولة تحريك الأسنان: في الطفولة، تكون الأسنان والفكين أكثر ليونة واستجابة للحركة، مما يُسرع من النتائج.
- نمو الفكين: يُمكن استغلال مرحلة النمو لتوسيع الفك أو تصحيح مشاكله بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
- الوقاية من المشاكل المستقبلية: معالجة مشاكل مبكرًا تمنع تفاقمها لاحقًا وتقلل من الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيدًا في مرحلة البلوغ.
- تحسين الثقة بالنفس: ابتسامة جميلة في سن مبكرة تعزز من ثقة الطفل بنفسه وتُحسّن تواصله الاجتماعي.
أنواع تقويم الأسنان للأطفال
شهدت علاجات تقويم الأسنان للأطفال تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تُقدَّم بعدة أشكال وتقنيات تناسب كل حالة حسب احتياجات الطفل وحالته الصحية وعمره. يُعد الهدف الأساسي من تقويم الأسنان هو تصحيح ترتيب الأسنان والفك، تحسين النطق والمظهر، وضمان نمو الفم والأسنان بشكل صحي وسليم.
فيما يلي نسلط الضوء على أبرز أنواع تقويم الأسنان للأطفال وفوائد كل نوع منها:
1. تقويم الأسنان المعدني التقليدي
يُعد التقويم المعدني الأكثر استخدامًا بين الأطفال، وهو يتكون من:
- أقواس معدنية تُثبت على الأسنان.
- أسلاك تصل بين الأقواس لتوجيه الأسنان نحو وضعها الصحيح.
رغم أنه كان مزعجًا في السابق، إلا أن النسخ الحديثة أصغر حجمًا وأخف وزنًا وأكثر راحة، كما يمكن تزيينه بألوان محببة للأطفال لجعله أكثر قبولًا لديهم.
2. تقويم الأسنان الخزفي (الشفاف)
يشبه التقويم المعدني من حيث التصميم والوظيفة، لكنه يتميز باستخدام:
- أقواس بلون الأسنان أو شفافة، مما يجعله أقل وضوحًا.
هذا النوع مناسب للمراهقين أو الأطفال الأكبر سنًا الذين يهتمون بالمظهر الخارجي، إلا أنه:
- أكثر هشاشة من المعدني.
- يتطلب عناية خاصة عند التنظيف.
3. تقويم الأسنان اللساني (الخفي)
يُعد خيارًا جماليًا لمن يبحث عن تقويم غير مرئي، إذ يتم تركيب الأقواس:
- داخل الأسنان (الجهة الخلفية) بدلًا من الجهة الأمامية.
رغم أنه لا يُرى أثناء التحدث أو الابتسام، إلا أنه:
- قد يُسبب صعوبة في تنظيف الأسنان.
- يُعتبر أقل راحة من الأنواع الأخرى، وخاصة في البداية.
4. التقويم الشفاف (الإنفيزالاين)
يُستخدم الإنفيزالاين Invisalign لعلاج حالات خفيفة إلى متوسطة من مشاكل المحاذاة، ويتميز بـ:
- صواني بلاستيكية شفافة قابلة للإزالة.
- تصنع خصيصًا لتتناسب مع شكل الأسنان.
أبرز ميزاته:
- غير مرئي تقريبًا.
- يمكن إزالته عند الأكل أو تنظيف الأسنان.
- أكثر راحة من الأقواس المعدنية.
ومع ذلك، يتطلب انضباطًا كبيرًا من الطفل في ارتدائه لساعات كافية يوميًا.
5. موسعات الحنك
تُستخدم موسعات الحنك لعلاج مشاكل الفك العلوي الضيق، حيث:
- تُركب في سقف الفم.
- تضغط بلطف لتوسيع الفك تدريجيًا.
تُعد هذه الأجهزة فعالة بشكل خاص في سن صغيرة، حيث يكون الفك لا يزال في طور النمو.
6. حافظات المسافة
في حالة فقدان الأسنان اللبنية قبل موعدها، تُستخدم حافظات المسافة من أجل:
- الحفاظ على مكان السن المفقود.
- منع تحرك الأسنان المجاورة بشكل خاطئ.
تُعد من الحلول الوقائية التي تُسهّل ظهور الأسنان الدائمة في مكانها الصحيح.
7. جهاز تعديل الفك (أغطية الرأس)
يُعد جهاز أغطية الرأس من الوسائل العلاجية التي تُستخدم خارج الفم، حيث يرتديه الطفل عادة:
- خلال المساء أو أثناء النوم.
يعمل على:
- توجيه نمو الفك العلوي أو السفلي.
- تصحيح سوء الإطباق بفعالية.
مراحل علاج تقويم الأسنان عند الأطفال
يُعد تقويم الأسنان للأطفال خطوة مهمة لتحسين صحة الفم، المظهر الخارجي، ووظيفة الأسنان والفكين على المدى الطويل. ورغم اختلاف طرق العلاج تبعًا لحالة كل طفل، إلا أن هناك مراحل أساسية يمر بها أغلب الأطفال خلال رحلة تقويم الأسنان.
فيما يلي أهم مراحل علاج تقويم الأسنان للأطفال التي يجب أن يتعرف عليها الوالدان لضمان أفضل النتائج لأطفالهم:
1. تقييم الحالة ووضع خطة علاج مخصصة
تبدأ رحلة تقويم الأسنان دائمًا بتشخيص دقيق، حيث يقوم طبيب تقويم الأسنان المختص بـ:
- إجراء فحص سريري شامل للفم والأسنان.
- أخذ صور بالأشعة السينية لتحديد مواضع الأسنان وجذورها.
- تصوير الوجه والفكين لتقييم العلاقة بين الفكين.
- أخذ طبعات للفك لتصميم نموذج ثلاثي الأبعاد للأسنان.
بناءً على هذه المعلومات، يتم وضع خطة علاج مفصلة ومناسبة لحالة الطفل، تشمل:
- نوع التقويم المطلوب (ثابت أو متحرك).
- مدة العلاج المتوقعة.
- مواعيد الزيارات والمتابعة.
💡 نصيحة مهمة: من الضروري أن يتم شرح خطة العلاج للوالدين والطفل بشكل واضح، لتكوين توقعات واقعية وتعاون فعّال خلال فترة العلاج.
2. بدء تطبيق التقويم والمتابعة الدورية
بعد الاتفاق على خطة العلاج، تبدأ المرحلة الثانية وهي تطبيق التقويم، وتتضمن:
أ. تركيب جهاز التقويم:
- تقويم ثابت: يتم لصق الأقواس المعدنية أو الخزفية على الأسنان وربطها بأسلاك.
- تقويم متحرك: يمكن إزالته وتركيبه بسهولة، ويُستخدم غالبًا في الحالات البسيطة أو أثناء مراحل مبكرة.
ب. المتابعة المنتظمة:
تُعد المتابعة جزءًا أساسيًا من نجاح العلاج، حيث يقوم الطبيب خلال كل زيارة بـ:
- ضبط أسلاك التقويم.
- مراقبة تحرك الأسنان وتقدم العلاج.
- معالجة أي مضاعفات أو مشاكل قد تظهر.
📅 يُنصح بزيارة الطبيب كل 4 إلى 8 أسابيع حسب نوع التقويم ومدى تقدم الحالة.
3. الالتزام بالعناية اليومية بالتقويم
خلال فترة العلاج، يلعب الطفل والوالدان دورًا كبيرًا في الحفاظ على نظافة الفم والتقويم، وتشمل الرعاية:
- تنظيف الأسنان بفرشاة خاصة لتقويم الأسنان.
- استخدام خيط الأسنان والماء الفوّار بانتظام.
- تجنّب الأطعمة الصلبة أو اللاصقة مثل اللبان، الكراميل، والمكسرات.
4. انتهاء العلاج واستخدام المثبّت
بعد الوصول للنتائج المطلوبة وتحسُّن ترتيب الأسنان والفكين، تأتي المرحلة الأخيرة وهي إزالة التقويم، يليها استخدام:
- مثبّت شفاف أو معدني يُرتدى لفترة معينة (يومية أو ليلية) للحفاظ على النتائج.
🦷 الهدف من هذه المرحلة هو منع الأسنان من العودة لوضعها السابق بعد إزالة التقويم.
التحديات المحتملة وطرق التعامل معها
خلال رحلة تقويم الأسنان للأطفال، قد يواجه طفلك بعض التحديات التي تسبب له القلق أو عدم الراحة. ومع أن هذه العقبات شائعة ومؤقتة، إلا أن معرفتها مسبقًا والتعامل معها بطريقة صحيحة يُسهّل على الطفل التكيّف مع الجهاز ويُحسّن من نتائج العلاج.
فيما يلي أهم العقبات المحتملة وكيفية التغلب عليها:
1. الألم والتورم في الأيام الأولى
من الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الألم أو الضغط في الأسنان والفكين بعد تركيب التقويم، خاصة خلال الأيام الأولى. يعود ذلك إلى بدء الجهاز في تحريك الأسنان.
كيفية التعامل:
- استخدام المسكنات الخفيفة التي يوصي بها الطبيب.
- تطبيق كمادات باردة أو ثلج على الخد لتقليل التورم.
- تقديم الأطعمة اللينة لتقليل الضغط على الأسنان.
⏱ الألم عادة ما يزول خلال 3 – 5 أيام، ومع كل زيارة لضبط الجهاز قد يشعر الطفل بشيء مشابه لفترة قصيرة.
2. صعوبة تناول الطعام
خلال الأيام الأولى، قد يجد الطفل صعوبة في مضغ الطعام بسبب الألم أو عدم التعود على وجود التقويم في الفم.
نصائح التغذية:
- تقديم أطعمة ناعمة وسهلة المضغ مثل البطاطس المهروسة، الأرز، المعكرونة، الشوربة، الزبادي، والفواكه المهروسة.
- تجنّب الأطعمة الصلبة واللزجة مثل اللبان، المكسرات، الكراميل، والجزر النيء.
- تقطيع الفواكه والخضروات إلى قطع صغيرة لتسهيل تناولها.
3. تهيج اللثة أو الفم
قد يتسبب احتكاك الأسلاك أو الأقواس مع اللثة أو باطن الخد في الشعور بالتهيج أو الألم.
الحلول الممكنة:
- استخدام شمع تقويمي طبي يوضع على الأجزاء البارزة من الجهاز لتقليل الاحتكاك.
- شطف الفم بـ ماء دافئ وملح لتسكين الالتهاب.
- في حال استمرار الألم، يُفضَّل زيارة الطبيب لتعديل الجهاز أو إعطاء علاج مهدئ.
4. صعوبة في النطق أو الكلام
قد يُلاحظ بعض الأطفال تغيرًا طفيفًا في النطق، خصوصًا عند تركيب التقويم المتحرك أو الأجهزة اللسانية.
ماذا يجب فعله؟
- طمأنة الطفل أن الأمر مؤقت وسيتحسّن مع التعود.
- تشجيعه على التحدث ببطء وتكرار بعض الكلمات لمساعدته على التأقلم.
- ممارسة تمارين النطق أو الاستعانة بأخصائي نطق إذا استمر التأثير لفترة طويلة.
5. كسر أو تحرك الجهاز
أحيانًا قد يتعرض الجهاز للكسر أو التحرك من مكانه بسبب مضغ شيء قاسٍ أو إصابة أثناء اللعب.
كيفية التصرف:
- عدم محاولة إصلاح الجهاز في المنزل.
- التواصل مع طبيب تقويم الأسنان فورًا للحصول على موعد عاجل.
- إخبار الطفل بأهمية تجنّب استخدام اليدين في اللعب بالجهاز أو لمس الأسلاك.
العناية بالأسنان خلال فترة التقويم
بعد تركيب تقويم الأسنان للأطفال، تبدأ رحلة مهمة للحفاظ على نظافة الأسنان وسلامة الجهاز لضمان نتائج مثالية. يحتاج الطفل خلال هذه الفترة إلى إشراف ودعم من الوالدين لتخطي العقبات والمحافظة على صحة الفم. في هذا المقال نقدم لكِ أهم النصائح التي تساعد في العناية بأسنان طفلك بعد تركيب التقويم، مع التركيز على ما يجب فعله قبل، أثناء، وبعد العلاج.
💠 أولاً: العناية اليومية بالتقويم
- الإشراف على تنظيف الأسنان: من الضروري أن يقوم الأهل بمراقبة الطفل أثناء تنظيف أسنانه، خاصة في الأسابيع الأولى، لضمان الالتزام بالتقنيات الصحيحة في التنظيف.
- استخدام فرشاة مخصصة لتقويم الأسنان: وهي فرشاة ذات رأس صغير وشعيرات ناعمة، تساعد في تنظيف الأسنان حول الأسلاك والأقواس، وتمنع تراكم البلاك.
- الاستعانة بالخيط الطبي وأجهزة التنظيف المائي: قد يكون تمرير الخيط بين الأسنان أصعب مع التقويم، لذلك يمكن استخدام الخيط المخصص للتقويم أو جهاز التنظيف بالماء (Water Flosser).
- الصبر في التنظيف: تنظيف الأسنان قد يستغرق وقتًا أطول، لكنه ضروري لتجنب البقع البيضاء أو البنية الدائمة الناتجة عن تراكم البلاك.
🍏 ثانيًا: نظام التغذية المناسب
- تجنب المأكولات القاسية واللزجة: مثل المكسرات، مكعبات الثلج، الحلوى اللزجة، اللبان، والفشار؛ لأنها قد تؤدي إلى كسر الأسلاك أو فك الأقواس.
- تقطيع الطعام قبل تناوله: بدلاً من قضم الفواكه الصلبة مثل التفاح، يُنصح بتقطيعها إلى قطع صغيرة وتناولها باستخدام الأسنان الخلفية.
- تجنب قضم الأظافر أو الأقلام: هذه العادات قد تتسبب في تحريك أو كسر أجزاء من جهاز التقويم.
🛠️ ثالثًا: التعامل مع المشكلات الطارئة
- خروج الأشرطة المطاطية أو الأسلاك: يمكن إعادة الأشرطة إلى مكانها بحذر، أما إذا برز السلك وسبب إزعاجًا، يمكن دفعه بلطف أو استخدام شمع التقويم لتغطيته.
- الشعور بالألم: من الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الانزعاج عند تركيب التقويم أو تعديله. يمكن استخدام مسكنات خفيفة يصفها الطبيب لتخفيف الألم.
- تهيج اللثة والخد: يُعطى الطفل شمع خاص من قبل الطبيب لتغطية الأجزاء الحادة مثل الأسلاك، مما يقلل من الاحتكاك والتهيج.
- الحساسية من المعادن: إذا ظهرت علامات تحسس، مثل تهيج أو احمرار غير معتاد، يجب إبلاغ الطبيب فورًا، حيث يمكن استبدال المعادن ببدائل آمنة مثل التيتانيوم.
⏳ رابعًا: بعد انتهاء فترة التقويم
- ارتداء المثبت بانتظام: بعد إزالة التقويم، يُطلب من الطفل ارتداء المثبت الثابت أو القوالب الليلية لمنع تحرك الأسنان مرة أخرى. يجب الالتزام الكامل بتوجيهات الطبيب.
- الحفاظ على نتائج العلاج: من المهم العناية بنظافة الأسنان، والحرص على استخدام فرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد، بالإضافة إلى الخيط والمضمضة.
- المتابعة مع الطبيب: حتى بعد إزالة التقويم، تُجرى فحوصات دورية لضمان استقرار النتائج وعدم ظهور أي تغييرات غير مرغوبة.
نجاح تقويم الأسنان للأطفال لا يعتمد فقط على الجهاز، بل على الاهتمام اليومي، التغذية السليمة، والمراقبة المستمرة. تأكدي من دعم طفلك نفسيًا وتحفيزه للاعتناء بأسنانه، فابتسامة جميلة تبدأ من رعاية صغيرة.
في عيادات الصفاء الرائدة بجدة، يقدم فريق متخصص في تقويم الأسنان للأطفال خدمات عالية الجودة وبإستخدام أحدث التقنيات لضمان حصول طفلك على العلاج المناسب. يضم الفريق الطبي في قسم الأسنان كلًا من د. عبد القادر صيفي، ود. أحمد علي باشراحيل، ود. عارف علي، وجميعهم يتمتعون بخبرة وكفاءة عالية في علاج تقويم الأسنان للأطفال.
إذا كنت تبحث عن رعاية طبية موثوقة ومتخصصة لتقويم أسنان طفلك، فإن عيادات الصفاء الرائدة في جدة هي الخيار الأمثل بفضل خبرة طاقمها الطبي في تقديم أفضل العلاجات وفقًا لأحدث المعايير الطبية. ننصحك بزيارة العيادات والاستفادة من الخبرات الواسعة للفريق الطبي لضمان صحة وسلامة أسنان طفلك.