صرير الأسنان (Bruxism) هو اضطراب شائع يتسبب في الضغط أو طحن الأسنان بشكل لا إرادي. يمكن أن يحدث أثناء اليقظة أو أثناء النوم، وله تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على صحة الفم والصحة العامة. على الرغم من أن صرير الأسنان قد يبدو مشكلة بسيطة، إلا أن تأثيراته طويلة الأمد تستدعي اهتمامًا خاصًا بالعلاج والوقاية.
ويُعرف صرير الأسنان الليلي بأنه اضطراب حركي مرتبط بالنوم، حيث يقوم الشخص بإطباق أسنانه أو طحنها بشكل لا إرادي أثناء النوم. غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نوم أخرى مثل الشخير أو انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
ما هو صرير الأسنان ؟
صرير الأسنان أو صريف الأسنان (بالإنجليزية: Bruxism) هو حالة شائعة تتمثل في إطباق الأسنان بشدة أو الجزّ عليها أثناء اليقظة أو احتكاكها ببعضها أثناء النوم. في بعض الحالات، قد يؤدي هذا السلوك إلى مشكلات صحية مثل آلام الفك، والصداع، وتآكل الأسنان.
أنواع صرير الأسنان
صرير الأسنان أثناء النوم (Sleep Bruxism):
- يحدث بشكل لا إرادي أثناء النوم.
- عادةً ما يرتبط باضطرابات النوم مثل توقف التنفس الانسدادي.
صرير الأسنان أثناء اليقظة (Awake Bruxism):
- يرتبط غالبًا بالتوتر والقلق.
- يحدث عندما يكون الشخص في حالة وعي.
أسباب صرير الأسنان
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لصرير الأسنان غير معروفة تمامًا، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية والوراثية التي تلعب دورًا في حدوث هذه الحالة.
أبرز أسباب صرير الأسنان أثناء النوم أو اليقظة
1. التوتر والقلق والضغط النفسي
يُعد التوتر والقلق من أكثر الأسباب شيوعًا لصرير الأسنان، حيث يلجأ الجسم أحيانًا إلى طحن الأسنان كطريقة لا واعية لتفريغ الضغط النفسي.
2. سوء إطباق الأسنان
عندما لا تتطابق الأسنان العلوية مع السفلية بشكل صحيح عند إغلاق الفك، قد يؤدي ذلك إلى طحن الأسنان دون وعي.
3. التسنين عند الأطفال
يُلاحظ صرير الأسنان عند الأطفال أثناء مرحلة التسنين، حيث يمكن أن يكون رد فعل طبيعي عند نمو الأسنان الجديدة.
4. الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية
يمكن أن يرتبط صرير الأسنان بأمراض واضطرابات عصبية مثل:
- مرض باركنسون
- داء هنتنغتون
- الصرع
- الخرف
5. اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)
لوحظ أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من صرير الأسنان، وهو ما قد يكون جزءًا من نمطهم السلوكي المتكرر.
6. بعض المشكلات الصحية
قد يكون صرير الأسنان أحد الأعراض المرتبطة بأمراض معينة مثل:
- داء الارتداد المعدي المريئي (GERD)
- انقطاع النفس النومي (Sleep Apnea)، حيث يؤدي إلى اضطرابات النوم وزيادة احتمالية صرير الأسنان أثناء الليل.
7. استخدام بعض الأدوية والمنشطات
يمكن لبعض الأدوية أن تزيد من احتمالية الإصابة بصرير الأسنان، مثل:
- بعض مضادات الاكتئاب (خاصة فئة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية – SSRIs).
- مضادات الذهان.
- المنشطات، مثل أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
8. تناول الكافيين بكثرة
الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، قد يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي، مما يسبب صرير الأسنان.
9. التدخين وتعاطي الكحول أو المخدرات
- المدخنون لديهم احتمالية أعلى للإصابة بصرير الأسنان مقارنة بغير المدخنين.
- استهلاك الكحول قد يزيد من نشاط العضلات أثناء النوم، مما يؤدي إلى طحن الأسنان.
- بعض المخدرات مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين يمكن أن تؤدي إلى صرير الأسنان الحاد.

الأعراض الشائعة لصرير الأسنان
قد يعاني الشخص من صرير الأسنان دون أن يدرك ذلك، خاصة أثناء النوم، ولكن هناك بعض المؤشرات الواضحة التي قد تدل على الإصابة بهذه الحالة. وتختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، ولكنها غالبًا تشمل:
1. آلام الوجه والفك
- ألم في الفك أو تصلبه عند المضغ، خاصة في الصباح بعد الاستيقاظ.
- تشنج أو تصلب العضلات المحيطة بالفك.
- طقطقة أو فرقعة في مفصل الفك عند تحريكه.
2. الصداع وآلام الرأس
- صداع خاصة عند الاستيقاظ من النوم، وهو من أكثر الأعراض شيوعًا لدى المصابين بصرير الأسنان أثناء النوم.
- ألم في الوجه أو الرقبة، نتيجة للضغط المستمر على عضلات الفك.
3. آلام الأذن
- وجع الأذن دون وجود التهاب واضح بها.
- قد يشعر المصاب بصرير الأسنان بضغط داخل الأذن بسبب التوتر في مفصل الفك القريب من الأذن.
4. اضطرابات النوم
- الاستيقاظ المتكرر في الليل دون سبب واضح.
- قد يكون طحن الأسنان مسموعًا للأشخاص الموجودين في نفس الغرفة.
5. مشاكل في الأسنان
- حساسية الأسنان تجاه المشروبات الساخنة أو الباردة.
- تآكل طبقة المينا بسبب الاحتكاك المستمر، مما قد يؤدي إلى تسوس الأسنان.
- انكسار أو تشقق الأسنان أو الحشوات نتيجة للضغط الشديد عليها.
- تخلخل الأسنان في الحالات المتقدمة.
6. انخفاض نطاق حركة الفك
- صعوبة في فتح الفم بالكامل.
- الشعور بأن الفك لا يتحرك بسهولة أو أنه “مغلق” في بعض الأحيان.
تأثير صرير الأسنان على الصحة العامة
1. تلف الأسنان
- يؤدي إلى فقدان طبقة المينا وتآكل الأسنان، مما يزيد من احتمالية حدوث تسوس وكسر الأسنان.
2. مشاكل الفك والمفصل الفكي الصدغي (TMJ)
- يؤدي الضغط المستمر إلى التهاب وألم في المفصل الفكي، مما يسبب صعوبة في فتح الفم وتحريكه.
3. الصداع
- يؤدي الإجهاد على عضلات الفك إلى صداع مزمن، خاصةً في الصباح.
4. اضطرابات النوم
- قد يؤثر صرير الأسنان على جودة النوم ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل النوم المزمنة.
خيارات علاج صرير الأسنان
قد لا تتطلب الحالات البسيطة من صرير الأسنان تدخلاً علاجيًا، ولكن إذا تسبب الأمر في الشعور بالألم أو تلف الأسنان، فقد يكون من الضروري البحث عن حلول علاجية فعالة.
التعرف على السبب الرئيسي وعلاجه
أول خطوة في علاج صرير الأسنان هي تحديد السبب الأساسي وراء حدوثه، حيث يمكن أن يكون مرتبطًا بعوامل نفسية أو طبية، ومن بين الحلول المتاحة:
1. العلاج النفسي
قد يكون التوتر والقلق من الأسباب الرئيسية وراء صرير الأسنان. يساعد الخضوع للعلاج النفسي في تقليل الضغوط النفسية، مما يسهم في التخفيف من هذه العادة. يمكن أيضًا ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا، للمساعدة في تقليل التوتر وتحسين جودة النوم.
2. علاج انقطاع النفس النومي
في بعض الحالات، يكون صرير الأسنان ناتجًا عن اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس النومي. في هذه الحالة، يمكن أن يكون ارتداء جهاز طبي أثناء النوم مفيدًا لمنع توقف التنفس وتحسين جودة النوم، مما يقلل من احتمالية طحن الأسنان أثناء الليل.
3. تصحيح سوء الإطباق
عندما يكون سوء الإطباق هو السبب الرئيسي لصرير الأسنان، فقد يوصي طبيب الأسنان باستخدام التقويم أو إجراء عمليات تصحيحية لاستعادة توازن الفكين وتحسين محاذاة الأسنان، مما يحد من الضغط عليها أثناء النوم.
طرق علاجية إضافية لتخفيف الأعراض
بالإضافة إلى علاج السبب الأساسي، هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض المصاحبة لصرير الأسنان، مثل:
- ارتداء واقي الأسنان الليلي أو جبيرة الأسنان: تعمل هذه الأدوات على تقليل الاحتكاك بين الأسنان وحماية طبقة المينا من التآكل، كما تساعد في تقليل التوتر على عضلات الفك.
- استخدام الكمادات الدافئة: يمكن وضع كمادات دافئة على الخد لتخفيف تشنج عضلات الفك والمساعدة في استرخائها.
- تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام مرخيات العضلات لتخفيف تشنج الفك، أو تناول مسكنات الألم لتقليل الألم الناجم عن الضغط المستمر على الأسنان.
- حقن البوتوكس: تُستخدم حقن البوتوكس أحيانًا لعلاج الحالات الشديدة من صرير الأسنان، حيث تساعد في إحداث شلل مؤقت في عضلات الفك، مما يقلل من شدة الطحن أثناء النوم.
الوقاية من صرير الأسنان
- استخدام واقي الفم
يعد ارتداء واقي الفم من أفضل الطرق للحد من تأثير صرير الأسنان، حيث يعمل على الفصل بين الأسنان ويمنع تآكلها نتيجة الاحتكاك المستمر. يتم تصميم واقي الفم خصيصًا ليتناسب مع شكل أسنانك، مما يجعله مريحًا أثناء النوم ويقلل من الضغط على الفك.
- تصحيح مشاكل الأسنان
إذا كان طحن الأسنان ناتجًا عن وجود مشكلات مثل عدم تطابق الأسنان أو تسوسها، فقد يساعد علاج هذه المشكلات في تقليل الصرير. يمكن لطبيب الأسنان إجراء إعادة تشكيل للأسنان المتضررة أو استخدام الحشوات التجميلية لاستعادة وظائف الأسنان الطبيعية وتقليل الضغط الزائد عليها.
- الحفاظ على صحة الفم
العناية الجيدة بصحة الأسنان من خلال تنظيفها بانتظام وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري يسهم في الوقاية من العديد من المشكلات، بما في ذلك صرير الأسنان. يمكن أن يقلل الحفاظ على صحة الفم من مخاطر التهابات اللثة وتآكل الأسنان التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- السيطرة على مشاعر التوتر والقلق قدر الإمكان
- اتباع بعض الأساليب للتخفيف من الضغوط النفسية
- زيارة الطبيب النفسى والخضوع للتأهيل النفسى إذا دعت الحالة لذلك .
إذا كنت تعاني من صرير الأسنان، فإن عيادات الصفاء الرائدة في جدة توفر خدمات شاملة لعلاج اضطرابات الفك والأسنان باستخدام أحدث التقنيات. يتميز القسم بفريق طبي متخصص مثل د. عبد القادر صيفي ود. أحمد باشراحيل، مما يضمن لك رعاية صحية ممتازة في بيئة مريحة.