الحساسية عند الأطفال من الحالات الشائعة التي تؤثر على جودة حياتهم اليومية، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لها، إلا أن التحكم في الأعراض وتخفيفها ممكن بشكل فعّال عند اتباع الخطوات المناسبة. يتضمن علاج الحساسية مجموعة من الوسائل الطبية والطبيعية التي تهدف إلى تقليل شدة التفاعل التحسسي وتحسين راحة الطفل.
أول خطوة: الابتعاد عن مسببات الحساسية
الوقاية هي حجر الأساس في التحكم بالحساسية عند الأطفال، وتتمثل الخطوة الأولى بتحديد مسببات الحساسية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض عند الطفل مثل: الغبار، حبوب اللقاح، بعض الأطعمة، وبر الحيوانات، أو العطور والمنظفات.
يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر كيفية تجنب هذه المهيجات، كما ينبغي للأهل تثقيفه حول العلامات التحذيرية التي قد تظهر إذا تعرض لتلك المسببات.
الأدوية التقليدية: علاج دوائي فعّال تحت إشراف الطبيب
عندما لا يمكن تفادي مسببات الحساسية، فإن التدخل الدوائي يكون ضروريًا. تتوفر العديد من الأدوية التي تُستخدم لعلاج أعراض الحساسية عند الأطفال، بعضها يتطلب وصفة طبية والبعض الآخر متاح دونها، ولكن يُنصح دائمًا بعدم استخدام أي دواء بدون استشارة الطبيب.
1. مضادات الهستامين
تلعب مضادات الهستامين دورًا أساسيًا في تخفيف الأعراض التحسسية الخفيفة إلى المتوسطة، مثل الحكة، وسيلان الأنف، والطفح الجلدي. تتوفر هذه الأدوية على شكل شراب، أقراص للمضغ، أو بخاخات أنفية.
أمثلة شائعة تشمل:
- بوصفة طبية: ازيلاستين، ديسلوراتادين، هيدروكسيزين
- دون وصفة طبية: لوراتادين، فيكسوفينادين، سيتريزين، ديفينهيدرامين
2. مضادات الاحتقان
تساعد في تخفيف انسداد الأنف، لكنها لا تؤثر على الحكة أو العطاس. تتوفر في صورة بخاخات أو قطرات أنفية، ويجب استخدامها لفترة قصيرة لتجنب “الارتداد التحسسي”.
3. الكورتيكوستيرويدات
فعّالة جدًا وتستخدم لأغراض متنوعة: كريمات للأكزيما، بخاخات أنفية لاحتقان الأنف، أو أجهزة استنشاق للحساسية التنفسية. أفضل النتائج تظهر عند الاستخدام اليومي المنتظم.
4. كرومولين الصوديوم
بخاخ أنفي يستخدم للوقاية من نوبات الحساسية، يحتاج إلى استخدام منتظم عدة مرات يوميًا للحصول على فاعلية ملموسة.
5. العلاج المناعي (حقن الحساسية)
يعتمد على تعريض الطفل تدريجيًا لكميات صغيرة من مسببات الحساسية عبر الحقن، مما يساعد الجسم على بناء مناعة ضدها بمرور الوقت. يستمر هذا العلاج من 3 إلى 5 سنوات.

العلاجات الطبيعية: دعم لطيف من المنزل لتخفيف الأعراض
إلى جانب الأدوية، توجد مجموعة من العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساهم في تقليل أعراض الحساسية، خاصة عند الحالات الخفيفة. ولكن، من المهم عدم الاعتماد عليها وحدها في حالات التفاعلات التحسسية الشديدة.
1. الحساسية الجلدية
- غسل البشرة بالماء الفاتر وصابون لطيف للتخلص من مسببات الحساسية العالقة.
- جل الألوفيرا أو كريم الآذريون يساعد في تهدئة الطفح الجلدي والالتهابات.
- كمادات باردة تُخفف من الحكة والتورم.
- حمام دقيق الشوفان أو صودا الخبز يمنح تأثيرًا مهدئًا ومرطبًا للبشرة المتهيجة.
2. الحساسية التنفسية
- استنشاق البخار من الماء الساخن يفتح مجاري التنفس ويقلل من احتقان الأنف.
- غسل الأنف بالمحلول الملحي باستخدام أدوات خاصة يساعد على إزالة المخاط، لكن يُفضل مع الأطفال الأكبر سنًا الذين يمكنهم التعاون.
3. الحساسية المعدية والمعوية
- اتباع حمية خفيفة تتضمن الأرز، الموز، الخبز المحمص، وعصير التفاح لتخفيف الإسهال.
- الراحة الكافية مهمة عند الشعور بالغثيان.
- تجنب الروائح القوية التي قد تؤدي إلى تفاقم الغثيان مثل العطور أو الشموع.
- ارتداء أساور ضد الغثيان قد تكون مفيدة، على الرغم من أن فعاليتها غير مثبتة علميًا بشكل قاطع.
أهمية استشارة الطبيب قبل أي خطوة علاجية
حتى مع توفر خيارات متعددة، لا يُنصح باستخدام أي نوع من الأدوية أو الأعشاب أو العلاجات المنزلية دون استشارة الطبيب، خاصة مع الأطفال. فالتفاعل التحسسي يمكن أن يتفاقم بسرعة إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح.
هل يمكن الشفاء التام من الحساسية؟
الحساسية غالبًا ما تكون حالة مزمنة، ولكن يمكن إدارة أعراضها بنجاح مع الوقت. ويلاحظ بعض الأطفال تحسنًا كبيرًا مع تقدم العمر أو بعد الخضوع للعلاج المناعي.
خطوات عملية للآباء للتعامل مع الحساسية
- مراقبة البيئة المحيطة بالطفل وتجنب أي محفزات محتملة.
- تدوين ملاحظات عند ظهور الأعراض لتحديد نمط التحسس.
- التأكد من أن المدرسة أو الحضانة على علم بحالة الطفل.
- الاحتفاظ دائمًا بحقنة الإبينفرين (EpiPen) إذا كان الطفل عرضة لتفاعلات تحسسية حادة.
في النهاية، علاج الحساسية عند الأطفال يتطلب مزيجًا من الوقاية، والرعاية المنزلية، والعلاج الدوائي تحت إشراف طبي. الأهم من كل ذلك هو تربية الطفل على الوعي الذاتي بأعراض الحساسية وكيفية التعامل معها في مختلف الظروف.
إذا كان طفلك يعاني من الحساسية الجلدية أو التنفسية أو الغذائية، لا تتردد في استشارة طبيب الأطفال المختص. كما نوصي بزيارة عيادات الصفاء الرائدة في جدة حيث يتوفر طاقم طبي متميز يضم نخبة من الأطباء في قسم الأطفال وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل الشريف، بخبرته الممتدة لأكثر من 25 عامًا في تشخيص وعلاج حالات الحساسية عند الأطفال بفعالية وأمان.
حافظ على صحة طفلك بخطوات بسيطة، وابدأ اليوم في بناء بيئة صحية وآمنة خالية من مسببات التحسس.

