في البداية، من المهم أن نوضح أن اللوزتين هما غدتان ليمفاويتان تقعان في الجزء الخلفي من الحلق، وتعملان كخط دفاع أولي ضد الجراثيم والفيروسات التي تدخل عن طريق الفم أو الأنف. رغم دورهما الحيوي في حماية الجسم، قد تتحولان إلى مصدر متكرر للمشاكل الصحية، خصوصًا عند الأطفال.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة مفصلة للتعرف على وظيفة اللوزتين، أعراض التهابهما، متى يستدعي الأمر التدخل الجراحي لاستئصالهما، وما يجب أن تعرفه عن فترة ما بعد العملية.
ما هو التهاب اللوزتين؟
يحدث التهاب اللوزتين نتيجة إصابة الغدد اللمفاوية الموجودة في الحلق بعدوى فيروسية أو بكتيرية، ويعد من أكثر الحالات شيوعًا بين الأطفال، خصوصًا في فصل الشتاء. لكن قد يُصاب به البالغون أيضًا.
أهم أعراض التهاب اللوزتين:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ألم وصعوبة عند البلع.
- احمرار وتورم في منطقة الحلق.
- سيلان الأنف والسعال.
- رائحة فم كريهة.
- تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة.
هل استئصال اللوزتين أمر ضروري دائمًا؟
بالطبع لا. كثير من الحالات يمكن علاجها بالمضادات الحيوية والعناية المنزلية. لكن في بعض الظروف يصبح الاستئصال ضرورة لتجنب مضاعفات خطيرة.
علامات تدل على ضرورة استئصال اللوزتين
هناك عدة مؤشرات تُظهر أن إزالة اللوزتين قد تكون الخيار الأنسب، منها:
1. تكرار الالتهابات:
إذا تكررت الإصابة بالتهاب اللوز أكثر من 6 مرات خلال العام، فهذا يعد مؤشرًا قويًا على ضرورة الاستئصال.
2. تضخم حجم اللوزتين بشكل مزعج:
عندما تسبب اللوزتان صعوبة في التنفس أو الشخير الليلي أو حتى انقطاع النفس أثناء النوم.
3. ظهور خُرّاج أو تورم واضح:
وجود خُرّاج (خراج صديدي) أو ورم يهدد حياة الطفل أو يسبب آلامًا شديدة لا تستجيب للعلاج.
4. فشل العلاج بالمضادات الحيوية:
عندما لا تؤدي العلاجات الدوائية إلى تحسّن ملموس، وقد تستمر المعاناة رغم تناول العلاج لفترات طويلة.
5. التحسس من المضادات الحيوية:
بعض الأطفال يُعانون من ردود فعل تحسسية تجاه الأدوية، ما يجعل الجراحة الحل الآمن الوحيد.
6. وجود الميكروب السبحي المزمن:
هذا النوع من البكتيريا يمكن أن يُسبب التهابات متكررة ومضاعفات خطيرة كالتهاب القلب أو الكلى إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
ما هو السن الأنسب لعملية استئصال اللوزتين؟
غالبًا ما يُفضل إجراء العملية للأطفال بعد سن الثلاث سنوات. ومع ذلك، يمكن إجراؤها للكبار أيضًا إذا توفرت المؤشرات اللازمة. لا يوجد حد أقصى للسن، لكن المهم هو تقييم الحالة بدقة قبل الجراحة.
حالات يُفضل فيها تأجيل أو تجنب استئصال اللوزتين
ليست كل الحالات مناسبة للجراحة، وهناك ظروف تستدعي تأجيل العملية أو تجنبها، مثل:
- وجود مشاكل في ضغط الدم أو أمراض دم تمنع التخدير.
- حساسية تجاه التخدير العام.
- قلة تكرار الالتهاب (أقل من 4 مرات في السنة).
- ضعف جهاز المناعة أو أمراض مزمنة خطيرة تستوجب حذرًا شديدًا.
لهذا السبب، يجب دائمًا مراجعة طبيب أنف وأذن وحنجرة مختص لاتخاذ القرار المناسب بعد التشخيص.
مضاعفات محتملة بعد استئصال اللوزتين
رغم أن العملية آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة مثل:
- النزيف: خلال أول 24 ساعة بعد الجراحة، خصوصًا لدى من يعانون من اضطرابات نزف الدم.
- عدوى بكتيرية: يمكن علاجها بالمضادات الحيوية المناسبة.
- ألم بعد الجراحة: أمر طبيعي ويمكن التحكم فيه بالمسكنات.
- تورم في اللسان أو سقف الحلق.
- الحمى وصعوبة التنفس: يجب مراقبتها خاصة بعد العملية مباشرة.
ما بعد استئصال اللوزتين: خطوات الشفاء والعناية بالطفل
تحتاج فترة التعافي عادة من أسبوع إلى أسبوعين. ويمكن تسريع الشفاء باتباع النصائح التالية:
1. الراحة التامة:
ينصح بعدم بذل أي مجهود بدني لمدة 7-10 أيام.
2. اتباع تعليمات الطبيب بدقة:
سواء من حيث الأدوية أو نوع الطعام والشراب المسموح بهما.
3. شرب كميات كافية من السوائل:
لمنع الجفاف وتسريع التئام الجرح.
4. تقديم الأطعمة اللينة والباردة:
مثل الزبادي، الآيس كريم، الجيلي، والحساء الدافئ.
هل يمكن العودة للمنزل في نفس اليوم؟
نعم، في معظم الحالات، يعود الطفل إلى المنزل في نفس يوم العملية أو في اليوم التالي، بعد التأكد من قدرته على الأكل والشرب واستقرار حالته.
هل يعود التهاب الحلق بعد استئصال اللوزتين؟
من المحتمل أن يحدث التهاب بسيط مؤقت في الحلق بعد الجراحة بسبب جفاف الفم أو التهيج الناتج عن الجراحة، لكن غالبًا لا يكون حادًا، ويختفي خلال أيام مع العناية الطبية.
التهاب اللوزتين من الحالات الشائعة، لكنه ليس دائمًا بسيطًا. عند تكرار الالتهاب أو ظهور مضاعفات، قد يكون استئصال اللوزتين ضرورة لا بد منها لتفادي أضرار أكبر على صحة الطفل أو البالغ.
لكن يجب أن يتم القرار بعد تقييم دقيق من قبل الطبيب المختص، ويكون مبنيًا على موازنة دقيقة بين الفوائد والمخاطر.
إذا كان طفلك يعاني من التهابات متكررة في اللوزتين أو صعوبة في التنفس أثناء النوم، ننصحك بزيارة قسم الأنف والأذن والحنجرة في عيادات الصفاء بجدة، حيث يتوفر فريق طبي متخصص يقدم الرعاية الكاملة والتشخيص الدقيق تحت إشراف نخبة من الأطباء، لضمان أفضل قرار علاجي لحالة طفلك.

