يعاني العديد من الأطفال والكبار من التهاب الحلق المتكرر الذي يسبب لهم انزعاجًا مستمرًا. يمكن أن يكون لهذا الالتهاب أسباب متعددة، تتراوح بين العدوى البكتيرية إلى العوامل البيئية، وعادة ما يعكس مشكلات صحية أساسية. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق المتكرر وأحدث طرق العلاج والوقاية .
ما المقصود بالتهاب الحلق المتكرر؟
يشير مصطلح “التهاب الحلق المتكرر” إلى الحالة التي يتعرض فيها الشخص لنوبات متكررة من ألم والتهاب في منطقة الحلق، تتكرر بمعدل يزيد عن سبع مرات خلال عام واحد، أو خمس مرات سنويًا على مدار عامين متتاليين، أو ثلاث مرات في السنة لمدة ثلاث سنوات متعاقبة.
وغالبًا ما يمتد هذا الالتهاب ليشمل مناطق أخرى من الحلق، مثل الأنسجة المحيطة باللوزتين، مما يزيد من شدة الأعراض ويجعل الحالة أكثر إزعاجًا للمريض.
هل التهاب الحلق المتكرر معدٍ؟
في الغالب، يكون التهاب الحلق المتكرر نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وبالتالي يمكن أن يكون معديًا، خاصة إذا نُقل عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال استخدام أدوات الشخص المصاب مثل الأواني وفرشاة الأسنان. لكن في حال كان الالتهاب ناتجًا عن مشاكل مزمنة كالحساسية أو الجيوب الأنفية، فعادة لا يكون معديًا.
تشخيص الحالة: كيف يتم ذلك؟
يتم التشخيص على يد طبيب مختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، حيث يقوم الطبيب بإجراء فحص دقيق للحلق والأذن والأنف باستخدام أدوات مخصصة، ويتحسس منطقة الرقبة للكشف عن تضخم الغدد اللمفاوية. كما يتم الاعتماد على السجل المرضي للمريض، وعدد مرات الإصابة، ونتائج الفحوصات المخبرية مثل:
- مسحة من الحلق للكشف عن نوع العدوى (بكتيرية أو فيروسية)
- تحليل الدم لتقييم عدد كريات الدم البيضاء
الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق المتكرر
العدوى البكتيرية
تُعتبر البكتيريا من أبرز مسببات التهاب الحلق المتكرر، وخاصة البكتيريا العقدية من المجموعة A، وهي أكثر شيوعًا بين الأطفال. في البالغين، قد تكون هناك أنواع أخرى من البكتيريا المسببة.
ضعف المناعة
عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفًا، يصبح الجسم عرضة للإصابة المتكررة بالعدوى، ومنها تلك التي تسبب التهاب الحلق.
التدخين والتعرض للملوثات
استنشاق الدخان أو الهواء الملوث يسبب تهيج الحلق بشكل مستمر، وقد يؤدي إلى التهابات متكررة يصعب علاجها ما لم يُبتر السبب من جذوره.
التحسس
تشمل مثيرات الحساسية حبوب اللقاح، الأتربة، المواد الكيميائية، ومستحضرات التنظيف. تؤدي هذه المثيرات إلى رد فعل تحسسي يتسبب في تهيج متكرر للحلق، خاصة في المواسم التي تزداد فيها نسبة الغبار وحبوب اللقاح في الهواء.
العدوى الفيروسية المتكررة
تسبب الفيروسات، مثل تلك المسؤولة عن نزلات البرد والإنفلونزا، التهابًا متكررًا بالحلق، وقد تظهر بشكل مزمن إذا لم يحصل الجسم على وقت كافٍ للتعافي.
التهابات اللوزتين المزمنة
عندما تصاب اللوزتان بالتهاب متكرر أو مزمن، ينعكس ذلك بشكل مباشر على الحلق مسببًا ألمًا مستمرًا ونوبات متكررة من الالتهاب.
خراج حول اللوزة
وهو أحد المضاعفات الناتجة عن التهاب اللوزتين، ويتسم بتكون خراج مليء بالصديد حول اللوزة، ما يؤدي إلى ألم شديد في الحلق.
السيلان الفموي
من الأمراض المنقولة جنسيًا التي قد تؤثر على الحلق في حال العدوى عن طريق الفم، وتسبب التهابات متكررة ومؤلمة.

أبرز الأعراض المصاحبة لالتهاب الحلق المتكرر
- التهاب في اللوزتين وتضخمهما
- صعوبة في البلع
- احمرار الحلق واللوزتين
- ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين
- تورم العقد الليمفاوية في الرقبة
- ألم في الأذن والصداع
- فقدان الشهية والحمى
- تقرحات مؤلمة في الحلق
- رائحة فم كريهة
- بحة في الصوت أو فقدانه
- قشعريرة وشعور بالبرد
- التنفس من خلال الفم بسبب انسداد الأنف
طرق علاج التهاب الحلق المتكرر
العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية: تستخدم في حال كانت العدوى بكتيرية.
- مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم وخفض الحرارة.
- مضادات الالتهاب: لتقليل التورم والالتهاب في اللوزتين والحلق.
العناية المنزلية
- الحصول على راحة كافية
- شرب كميات وافرة من السوائل الدافئة مثل الشوربات والأعشاب
- تناول أطعمة سهلة البلع مثل الزبادي والجيلاتين
- الغرغرة بالماء الدافئ والملح
- استخدام مرطب هواء في الغرفة لتقليل الجفاف
الوقاية: كيف تتجنب التهاب الحلق المتكرر؟
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون
- تجنب مشاركة أدوات الطعام أو الشرب
- عدم تبادل فرشاة الأسنان
- تغطية الفم عند العطاس أو السعال
- الابتعاد عن أماكن التدخين أو الإقلاع عن التدخين
- استخدام كمامات عند التواجد في أماكن مزدحمة أو ملوثة
المضاعفات المحتملة لالتهاب الحلق المتكرر
- الحمى الروماتيزمية: أحد أخطر مضاعفات الالتهاب البكتيري غير المعالج
- التهاب الكلى: نتيجة انتشار البكتيريا عبر مجرى الدم
- انتقال العدوى إلى الأذن أو الأنسجة المحيطة بالحلق، مما يسبب خراجًا أو التهابات إضافية
أدوية شائعة توصف لحالات التهاب الحلق المتكرر
- بنزيل بنيسيللين
- بنسيللين جي
- فينوكسي ميثيل بنسيللين
- سيفادروكسيل
- سيفاكلور
- سيفدينير
- سيفديتورين
- سيفتيبيوتين
- أزيثروميسين
- كلاريثروميسين
العلاج الطبيعي والعناية المنزلية
تشير بعض الدراسات إلى أن بعض العلاجات الطبيعية يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض التهاب الحلق المتكرر، ومن هذه العلاجات:
- العسل: يُعد مهدئًا طبيعيًا للحلق، ويفضل تناوله مع الماء الدافئ.
- الغرغرة بالماء المالح: تساعد في تخفيف الالتهاب وتهدئة الحلق.
- الثوم: يتمتع بخصائص مضادة للجراثيم، ويمكن إدخاله في النظام الغذائي.
التهاب الحلق المتكرر يحتاج إلى متابعة دقيقة وتدخل طبي ملائم. للحصول على تشخيص دقيق ورعاية طبية متكاملة، تُوصي بزيارة عيادات الصفاء الرائدة بجدة، حيث يقدم الدكتور عبد الرحمن الشالي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، خبرته الواسعة التي تتجاوز 20 عامًا في تشخيص وعلاج أمراض الحلق.